حظي الرجوع المغربي إلى الاتحاد الإفريقي رسميا ،الاثنين الماضي ، بدعم دولي كبير وإشادة دولية بالحدث الأبرز الذي عاشه الاتحاد بداية السنة الجارية، وقد أشادت الولاياتالمتحدةالأمريكية بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، منوهة ب «الريادة القوية» لجلالة الملك محمد السادس. وأبرزت وزارة الخارجية الأمريكية، ردا على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الولاياتالمتحدة «تشيد» بالمغرب لعودته إلى الاتحاد الإفريقي، مشيرة في هذا الصدد بأن «الريادة القوية لجلالة الملك محمد السادس وحكومة المغرب مكنتا المملكة من العودة إلى المكانة التي تعود لها بكل حق ضمن الأسرة المؤسساتية للقارة الإفريقية».وأكدت الدبلوماسية الأمريكية أننا «نعتقد أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستساهم إيجابيا في مزيد من الاندماج الإقليمي والسياسي والاجتماعي بإفريقيا، فضلا عن الاستقرار والأمن بالقارة». من جهتها، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الاسبانية ترحيبها بعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، كما هنأت هذه المنظمة على القرار الذي اتخذته في هذا الاتجاه خلال القمة ال28 المنعقدة في أديس أبابا وأضافت الخارجية الاسبانية أن «الحكومة الاسبانية تعرب عن ارتياحها الكبير لهذا القرار، نظرا للعلاقات الممتازة التي تربط بين اسبانيا والمغرب، البلد الجار و الشريك الاستراتيجي، و كذا مع الاتحاد الأفريقي، الذي يعتبر محاورا أساسيا في القارة الأفريقية « . وبدوره أشاد الرئيس الرواندي، بول كاغامي، يوم الثلاثاء بأديس أبابا، بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن هذه العودة ستساهم في تعزيز لحمة الصف الإفريقي. وثمن الرئيس كاغامي في تصريح للصحافة ،عاليا، مضامين الخطاب الذي ألقاه ،الثلاثاء، جلالة الملك محمد السادس أمام القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي، مشددا على أن الخطاب الملكي يؤكد دور المملكة المغربية كبلد موحد. وأضاف الرئيس الرواندي «مع عودة المغرب، ستكون إفريقيا أكبر و أكثر قوة»، مشيرا إلى أن عودة المغرب «تشكل دافعا قويا» يتعين على الدول الإفريقية استثماره من أجل تعزيز وحدتها وتضامنها. و ثمن رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو، بأديس أبابا، مضامين الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، أمام القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي ، مؤكدا أنه خطاب «يحمل في طياته الأمل» بالنسبة لإفريقيا. وقال الرئيس الكونغولوي في تصريح للصحافة إن «خطاب جلالة الملك يحمل في طياته الأمل « مشيدا في السياق ذاته بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. وأكد الرئيس دينيس ساسو نغيسو «سنعمل سويا من أجل مستقبل القارة الإفريقية»، مشددا على أنه باستعادته لموقعه ضمن الاتحاد الإفريقي يكون «المغرب قد عاد إلى أسرته الإفريقية». وأضاف الرئيس الكونغولوي أن مطلب عودة المغرب إلى الاتحاد كان أملا في الماضي، و»اليوم أضحى حقيقة وهو ما يشكل مبعث ارتياحنا «. وأوضح الناطق الرسمي المساعد لوزارة الشؤون الخارجية البلجيكية جوزي دي بيربونت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء « نشيد ، كما الاتحاد الأوروبي ، بقرار الاتحاد الإفريقي بعودة المغرب كعضو، وهو قرار يلم شمل القارة الإفريقية داخل منظمتها الإقليمية». وبعدما ذكر بأن « التعاون والتكامل الإقليميين أمران حاسمان لتحقيق الرخاء والاستقرار والسلام «، أكد الناطق أن الاتحاد الإفريقي والمغرب « شريكان رئيسيان للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، ومن ضمنهم بلجيكا «. ورحبت جامعة الدول العربية بعودة المملكة المغربية للانضمام إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، وذلك بناء على القرار الصادر في هذا الشأن عن القمة الإفريقية الثامنة والعشرين، التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقدم الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، بهده المناسبة، خالص تهنئته لجلالة الملك محمد السادس وللحكومة والشعب المغربيين على اتخاذ هذه الخطوة الهامة. وأكد أبو الغيط ، في بيان له،أن لديه كل الثقة في أن عودة المغرب إلى البيت الإفريقي ستمثل قيمة مضافة هامة وإيجابية في عمل الاتحاد الإفريقي خلال المرحلة المقبلة، وذلك في ظل ما يتمتع المغرب به من ثقل ورصيد سياسي وحضاري واسعين وما يمتلكه من خبرات دبلوماسية وبشرية متميزة. وأعرب عن تطلعه لأن تسهم هذه العودة في تعزيز جسور التواصل القائمة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي في مختلف المجالات بالنظر إلى الأولويات والتحديات المشتركة القائمة بين الجانبين. وأشاد الرئيس الغيني الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ألفا كوندي بجلالة الملك محمد السادس، مثمنا عاليا مضامين الخطاب الذي ألقاه جلالته أمام قمة الاتحاد الإفريقي. وأكد الرئيس ألفا كوندي، خلال الجلسة الختامية للقمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية على مدى يومين، أن جلالة الملك توجه إلى القمة بكل جوارحه ، في وقت «يتعين فيه أن تأخذ إفريقيا زمام مصيرها بيدها». وشدد الرئيس الغيني، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي لولاية تستمر 12 شهرا، على أنه يتعين على المنظمة القارية أن تعتمد على إمكانياتها ومواردها الذاتية من أجل التصدي للتحديات المطروحة. من جانبه أشاد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في بيان «بالقرار الحكيم الذي سيمكن المغرب من الاضطلاع بدوره الذي يليق به داخل القارة الإفريقية الموحدة «، معربا عن «تهنئته للمملكة المغربية بعودتها إلى الهيئة القارية «.كما أعرب العثيمين عن أمله في أن تعزز عودة المغرب إلى أسرة الاتحاد الإفريقي من الصوت والوزن الإفريقيين على المستوى الدولي، بما ييسر إيجاد حلول للتحديات الخطيرة التي تواجهها القارة. وأكد الاتحاد الأوروبي، بدوره أنه يسعى للعمل مع المغرب لتعزيز الشراكة المتنامية بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، بعد عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي. وقال الناطق الرسمي لرئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني « نحن نسعى للعمل مع كل من الاتحاد الإفريقي والمغرب لتعزيز الشراكة المتنامية بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا «. وشدد على أن الاتحاد الإفريقي والمغرب هما ضمن «الشركاء الرئيسيين» للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن « التعاون والتكامل الإقليمي أمر حاسم لتحقيق الرخاء والاستقرار والسلام «. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، يضيف الناطق، فإن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي « يعيد جمع شمل القارة الإفريقية بأسرها داخل منظمتها الإقليمية «.