حقيقة ، كنا سنحس بكثير غبن و إحباط لو لم يخلف مرور إدريس التلفزي أثره ، ، ، كل هذا الأثر الذي خلفه. كنا سنوقن بأن نبوؤة موتنا قد تحققت. نبوؤة آكلي لحم إخوتهم و حزبهم، ناهشي لحمنا العلقم عبر الزمن، و سقط متاع السياسة و الصحافة و الثقافة....و كل من تبعهم "بغير" إحسان إلى يوم الدين كدنا نعتقد بأننا ، سواء فهنا أو صمتنا ، نجحنا أو فشلنا، صعدنا أو هبطنا ، ظهرنا أو توارينا، والينا أو عارضنا ، سبحنا أو سكرنا.....لن يكون لنا أثر أو صدى ، ، لأننا متنا، و شبعنا موتا ، منذ قررها الوعي الشقي"للإخوان" و الحقد المرضي للخصوم ، ما سلف منهم و ما خلف، و شبع هؤلاء تحلقا حول جثتنا ، شامتين فيها ، أو ممثلين بها ، دون رحمة "إسلامية" و لا رفاقية...متعاهدين متعاقدين على أننا لا نستحق دفنا و لا حتى حرقا ...لا بأس:::من شبه مهديه فما ظلم. و لكن ... لكن ... لكن ساعة كلام ...بتقدير بوعشرين في افتتاحيته/أمره اليومي ليوم غد ، و كلام لا يستحق الرد ،في حكم الرفيق نبيل ، و خطاب تحكم، في ميزان إخوان بنكيران....كان كافيا ليصحينا من رقدتنا الأبدية المفترضة أو بالأحرى المشتهاة... و يعود الاتحاد لينغز بالخوازيق، ويؤلم، و يعذب، ويؤرق، و يزعج، و يشوش حتى، و يبعثر الأوراق، ويخربق الترتيبات، ويقلب اليقينيات(الوهمية )، ويشقلب التحالفات ، و يبرزط النائمين في العسل ، و من هم على الانقضاض في عجل ..... و يتبول على الموت، و يئد إرادة القتل. ولأن الاتحاد هكذا ، بهكذا صفات عظماء ، أموات و أحياء، فإن همزة أو لمزة منه تكفي لترجهم رجا ، و تعصفهم عصفا... و هو ما كان أمس . لأول مرة أحس بتوفيق بوعشرين، يتفوق في وصف واقعة::لقد وصف المرور التلفزي لأول الاتحاديين ذ إدريس لشكر "بالتعذيب النفسي والمعنوي الذي لا يقدر على تحمله إلا القليلون".... كيف لميت أن يعذب نفسيا و معنويا غير قتلته ؟ ؟ و كيف لشابع موت، ، أن يقض مضاجع كل هؤلاء الأحياء/الميتون أصلا ؟ ؟ ؟ ثم من أجبرك يا أخي على تعذيب نفسك ، ، ، اللهم إذا كان فيها أو فيك شيء من حتى ؟ ؟ وما مصدر ملكاتك الخارقة هذه ، التي تجعلك تقتل قتيلك، و تتلذذ بالتمثيل بجثته، و "تتبند " أماما في مجالس الإنصات إليه ؟ ؟ أمصاص أرواح و دماء أنت ؟ ؟ حفار قبور؟ ؟ أم مازوشي عذبت و تعذب نفسك بحب الخير لنا بقتلنا...و اكتشفت بأننا لم نبادل الحب بالحب ، و لم نمت...و نقمت و ندمت لأنك لم تمنحنا الموت الأجدر بنا.. طاب نحيبك يا سيد تلفيق... و طوبى لنا بأن جعلتنا مصدرا لرزقك ...أحياء و أموات. وأما نبيل الجميل، و ميليشيا بنكيران المرصودة للعويل، وكل من آلمهم الاتحاد بمجرد برنامج لتبادل القال و القيل.... فأطلقوا عناننهم متوعدين ،متهكمين،مستنكرين، متهافتين.. فكفانا في الاتحاد فخرا... أننا من يحرك فرحكم، و غضبكم، وحزنكم، وسعادتكم، وأقلامكم، ومواقعكم،،، وحتى "حكومتكم". الرباط 25 يناير 2017.