بوكرين مات بوكرين مات شاع الخبر في الحواري و المساجد و الشوارع و على القهاوي و البارات بوكرين مات بوكرين مات مات المناضل المثال يا خسارة الرجال مات بوكرين على مبدأه لا طبالين يفرقعوا و لا إعلانات ******** ما رأيكم دام عزكم يا مناظلي آخر زمن بوكرين مات .... \" اقبل اعتذاري يا أبو النجوم , إن أقحمت جبال الأطلس في أدغال بوليفيا لأن الرجلان كانا يشتركان في الابتسامة و صدق القضية في كونهما كانا رؤوس رماح الطالب , و العامل ,و الفلاح ,و ليس سلعة و يشتركان معا في النظرة الثاقبة و في إيمانهما بالصراع الطبقي و ضرورة النضال من اجل تغيير أوضاع المهمشين و الكادحين في العالم بكل نكران الذات . يا خسارة الرجال . مات بوكرين ليس كما يموت الميتون شتان بين الواقف و هو ميت , و ميت و هو حي , الأفكار لا تموت : الفكر و الجسد , الأشلاء و المتعة , الحرية و الغريزة , تفنا الأشلاء و يدوم الفكر لأنه عار من كل ما هو قابل للفساد و هذا التعالي و السمو لا يعيشهما إلا من آمن بان الإنسانية قيم ,و بالتالي ليس كل كائن بشري إنسان , حقوق الإنسان هي نقطة تمفصل بين الانتقال من الكائن البشري الى الإنسان و لا يتم هذا إلا عبر انتزاع و انتشال الكائن البشري من المرحلة الغريزية الى التحضر و هو الهم الذي كان ينخر أحشاء الراحل . رحل بوكرين الرجل الذي يطارد الموت و ينازله في كل الأماكن التي من المفترض أن يكون فيها, نازله و هو معصوب العينين , و هو مكبل اليدين و الرجلين , نازله و هو معلق بين السقف و الأرض , و ليس بين السماء و الأرض لأن حتى رؤية السماء تدخل في لائحة الممنوعات و نازله أيضا عندما اختلط في حنجرته الهواء بالسائل النتن .... نازل الموت حتى مل الألم من التأليم فتفتت ألياف السياط و تورمت يد الجلاد , عندها انسحب الموت من المنازلة تاركا أوسمة الاعتراف بشراسة المعركة , لا روح بوكرين غادرت و لا جسده استكان . فقرر الموت تفخيخ نقطة التقاء الروح بالجسد متحاشيا نقطة قوة ,قوة و صلابة المجاهد و هي فكره المؤسس على الحب الحقيق للوطن حتى الثمالة فانتظره الإشعار بالموت في نفس المكان الذي اشعر به قبله الشهيد احمد الحنصالي (أي بالموت ) و هو دوار ايت داود وعلي بتاكلفت و هو المكان التي انتقل إليه الشهيد بعد تنفيذ عملية اغتيال الفرنسيان \"جورج شنطوط و ماري روز \" و عفا عن فرنسية ثالثة و كان سبب العفو هو أنها كانت تحمل بين يديها رضيعا ( الأم و الابن ) و قرر العفو يا لنخوة المناظلين و حكمة الثوار . غادر الحنصالي تاكلفت الى تاكزيرت و فيه تم الغدر به من طرف العملاء فكان ما كان ..... في نفس الفضاء و لنفس السبب حل بوكرين من اجل تفعيل حقوق الإنسان و كان هذا يوم احد و لكن الشيء الذي يستعصي على الفهم و هو الوصية او الأمانة التي اخبر بها بوكرين احد الإخوة المناظلين الشرفاء يوم الأربعاء أي قبل يوم الأحد بأربعة أيام و هي انه قال الى الأخ الويداني زايد \" إنها الموت و الحياة , أخبرك أنني جمعت كل الوثائق التي تؤرخ للمرحلة و انه آن الآوان لطبع كتاب ....\" فرد عليه الأخ الويداني الأعمار بيد الله . هل تلقى المناظل بوكرين إشارة ما من العالم الآخر حيث بمجرد مغادرته تاكلفت ووصوله الى بني ملال كان الوداع الأخير . \" الف مليون احتمال بوكرين مات موتة الرجال \" مرة اخرى أقدم اعتذاري الى ابو النجوم إن أقحمت جبال الأطلس مع أدغال بوليفيا .