o تنادون بتدريس الطب باللغة العربية ليس في بلادنا فسحي بل في المغرب الكبير، لماذا هذا الإصرار؟ n هو إصرار كما تفضلتم بالإشارة إليه، ونحن في جمعية التواصل الصحي، نرافع ومنذ مدة لتحقيق هذه الغاية، من خلال مجموعة من اللقاءات التي نظمناها بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، أو من خلال مشاركاتنا في لقاءات علمية مختلفة تهم الشأن الصحي، بالنظر إلى أن كل الأبحاث العلمية هي تؤكد على أن اللغة التي تمكن من مستويات أعلى للفهم والإدراك والإبداع لأكبر نسبة من الطلبة، هي اللغة الأصلية والمتداولة في هذا المجتمع أو ذاك. وعليه فإن المواطن المغاربي من مختلف المواقع، أكان وزيرا، أو أستاذا، أو طبيبا، أو طالبا، يجب أن يعمل على تمكين جيل المستقبل من التدريس باللغة العربية في كل مستويات التكوين للرفع من مستوى اكتساب المهارات. o لماذا لا يجب التدريس باللغة الدولية بالفرنسية عندنا مثلا، أو الإنجليزية عند غيرنا؟ n لأن جل الدول المتقدمة تدرس بلغتها الوطنية بناء على مبدأ «التمكن قبل الانفتاح»، كما هو الحال بالنسبة لدول كألمانيا، واليابان، وروسيا، وكوريا، وإيطاليا وغيرها، علما أن من بينها دول .... وهي من أكثر الدول تقدما في الطب. كما يجب على الأطر العلمية أن تكون منسجمة مع باقي مكونات المجتمع التي تتواصل أساسا بالعربية بشكل يومي. هؤلاء هم القوة العاملة في المجتمع، فاللغة في المجتمع كالعملة وبالتالي يجب ضرورة أن تكون موحدة، في حين لا تستعمل «العملة الصعبة» إلا عند الحاجة فقط، وهذا مثال رائع لتركيا التي تحتل الرتبة 13 على قائمة الدول الناشرة لمقالات الطب، الذي تدرّسه بلغتها الأصلية، أي بلغة مكونات الشعب. ما هو المشروع المناسب في هذا الصدد للمغاربيين ؟ n المشروع الفعلي الذي يجب أن ننخرط فيه جميعا هو اتخاذ العربية كلغة لتدريس العلوم من الابتدائي إلى الجامعي، وليس الاقتصار عليها في مستويات بعينها، والانتقال إلى لغة أخرى عند الوصول غلى مستوى آخر. أما تدريس اللغات فاعتقد أنه يجب إعطاء الأولوية للإنجليزية من الابتدائي إلى الجامعي مع الإبقاء على قدر مناسب (10% مثلا) من الفرنسية والإسبانية ليبقى المغرب الكبير في عالمه العربي، اخذا بعين الاعتبار أنه رابع أكبر تكتل لغوي في العالم : 450 مليون، ويستفيد من الإنتاج المعرفي الدولي ويبقى قاطرة إفريقيا الفرنكفونية. o كيف نحقق هدف التمكن بالعربية والانفتاح بالإنجليزية ؟ n يمكننا تحقيق ذلك بالبرهنة والطمأنة، من خلال البرهان العلمي والاعتزاز بالهوية المغربية للإقناع بالهدف. والطمأنة في الوسيلة عبر التدرج وإعداد المكونين و توفير الوسائل... والمغرب الكبير يمكنه تحقيق هذا الهدف عبر مرحلة انتقالية لا تتعدى 5 أو 10 سنوات تدريجيا، واقعيا ومنهجيا. (*) أستاذ بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء