في البداية، لابد من وقفة تقدير واعتراف للأستاذ الفنان عبد الحفيظ البنوي، نجم فرقة "ألوان" الرائدة، الذي كانت له البادرة بإحداث مهرجان الأغنية الغيوانية بعاصمة الفنون مدينة مراكش، معتمدا في ذلك على الإرادة والعزيمة ومساعدة الأصدقاء، ودعم المحبين لهذا اللون الغنائي، ليضع هذا المهرجان في سكته الصحيحة، ويركز أسسه بدون دعم مادي حقيقي من الجهات المختصة.. إلى أن أصبح هذا المهرجان تقليدا سنويا يستقطب مئات المواطنين، ويشارك فيه رواد هذه الأغنية والمهتمون والمختصون في مختلف الفنون. جهود البنوي أو نضاله بهذا الشأن، لم تذهب سدى، إذ خرج فنانون آخرون بسلا والجديدة.. ليؤسسوا لنفس المهرجان في المدينتين، وهما مهرجانان ناجحان يستقطبان في كل مرة محبي هذا الفن الرائع. لأول مرة بالدار البيضاء، المدينة التي ظهرت فيها ناس الغيوان وجيل جيلالة وتكادة والسهام ومسناوة وأهل الخلود.. سيتم إحداث مهرجان من نفس الفصيلة. هذه المرة من طرف فنان له كلمته في هذا البحر الإبداعي، وهو الفنان ميلود مسناوة وبتنسيق مع مقاطعة الصخور السوداء. التي أبدى مسؤولوها ترحيبا بالفكرة، واحتضنوها. في اتصال مع ميلود مسناوة، أوضح لنا بأن فكرة المهرجان الغيواني، كان قد ناقشها مع عبد الحفيظ البنوي، الذي كان يدفع دائما في اتجاه خلق هذا المهرجان بالدار البيضاء، وأضاف الفنان ميلود أنه لم يجد أي عرقلة وهو يطرح الفكرة مع مسؤولي الصخور السوداء الذين رحبوا كثيرا بهذه الفكرة، بل قام مسؤولو المقاطعة بزيارة رائد الأغنية الغيوانية علال يعلا إلى منزله ليخبروه بقرار تكريمه في هذا المهرجان، وشدد الفنان ميلود على الدعم الذي لقيه من طرف وفاء النية، المكلفة بالشؤون الثقافية في المقاطعة، التي أبدت حماسا منقطع النظير لإنجاح هذا المهرجان. مجموعة من الفرق الفنية ستساهم في المهرجان الأول الغيواني المقام بالدار البيضاء، وبالضبط بتراب مقاطعة الصخور السوداء، وهي فرقة تكادة وجيل جيلالة والسهام ومسناوة ميلود وغيوان رقراق وبنات الحي ولرصاد الشعبية. وسينشط المهرجان الفنان عبد العالي فتيح..، كما سيتم تكريم الفنان علال يعلا. انطلاق المهرجان سيكون عشية يومه الجمعة، والاختتام يوم غد السبت. بتأسيس أول خطوة لهذا المهرجان بالدار البيضاء، لابد وأن يكون هناك تنسيق بين المشرفين على هذا المهرجان بالمدن التي أضحت تحتضنها، حتى يكون هناك تكامل بين التظاهرات التي تقام بمراكش وسلا والجديدة والدار البيضاء، بل لابد للمشرفين على هذه المهرجانات أن يشكلوا إطارا يجمعهم على شكل تنسيقية مثلا، ويعهد التنسيق العام للأستاذ البنوي، لأنه أولا صاحب الفكرة، وثانيا لأنه اكتسب ما يكفي من الخبرة في هذه المجال. الفنان ميلود الذي عبر عن أمله في أن يكون المهرجان البيضاوي ناجحا، على غرار المهرجانات التي تقام بمراكش وسلا والجديدة، عبر عن أمله في أن يتسع رقعة المهرجان البيضاوي في القادم من الأيام ليشمل كل المدينة، معربا عن شكره لمسؤولي مقاطعة الصخور السوداء، التي هي من اختارت الفرق المشاركة، فيما تكلفت الجمعية التي يرأسها ميلود مسناوة (جمعية ميلود مسناوة للحكامة الفنية) بالتنسيق الفني والاهتمام بكل ما هو تقني إبداعي محض.