خصص المهرجان الغيواني في نسخته الخامسة احتفاء وتكريما خاصا، هذه المرة لإحدى الفرق التي خرجت من رحم مراكش، مهد البهجة المغربية، و هي مجموعة جيل جيلالة، من خلال تكريم أحد أعلامها ومؤسسيها مولاي الطاهر الأصبهاني. حفل افتتاح المهرجان الذي انطلق مساء الأربعاء الأخير لم يقتصر على القاعة المخصصة له بدار الثقافة بالداوديات بمراكش، بل أخذ انطلاقته من دروب وأحياء شارع فلسطين المؤدي لدار الثقافة، من خلال كرنفال طويل تخللته الأهازيج و الطقيطقات المراكشية و الزغاريد، ليس احتفاء فقط بمولاي الطاهر الأصبهاني، ولكن أيضا احتفاء بالظاهرة الغيوانية ككل، في إشارة إلى أن المجموعات كان من رحم الأحياء الشعبية وهي التي تحتضنه و تحتفل به اليوم . شريط مصور أعقب الكرنفال بدار الثقافة، سلط الضوء على المسار المتميز لمولاي الطاهر الأصبهاني ، منذ كان ممثلا في مسرح الهواة بمدينة مراكش، بجمعية شبيبة الحمرا و كوميديا إلى أن برز كممثل رسمي في المسرح البلدي بالدار البيضاء مع رائد المسرح المغربي الطيب الصديقي، وصولا إلى نجوميته داخل فرقة جيل جيلالة. الشريط تخللته شهادات كثيرة ، كان أبرزها شهادة عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي، الذي أبرز العلاقة الكبيرة التي تجمع بينه وبين مولاي الطاهر، معتبرا إياه رجلا يعرف وعلى دراية بكل تقنيات المسرح ، موضحا كذلك أن مولاي الطاهر تغنى بالأغنية الغيوانية قبل بروزها ، من خلال إنجازه للعديد من الأغاني في الأعمال المسرحية ، التي أخرجها الطيب الصديقي و حميد الزوغي، مسترسلا أن مولاي الطاهر هو الفنان الوحيد الذي لن تجد معه أية مشاكل، إن على المستوى الفني أو المالي، إذ يواجهك دائما بالبشاشة. البشاشة، أيضا وقف عليها الفنان القدير مصطفى الزعري في شهادته، مذكرا ببعض الطرائف التي عاشها مع جيل جيلالة، خارج أرض الوطن حينما هرب لهم مرة منظم حفل ببلجيكا بمستحقاتهم، و كان الجميع في حالة لا يحسدون عليها جراء هذا الموقف إلا مولاي الطاهر، الذي أخذ الأمر، و كأنه نكته و ظل يضحك. واعتبر الزعري مولاي الطاهر، من خلال اهتمامه بالغناء، اسما ساطعا في المسرح المغربي، لأنه من الممثلين الكبار . و عاتبه كونه لم يسوق نفسه على المستوى الإعلامي، لأن له مواهب كثيرة، وظل محتجبا عن الأضواء. نفس الارتسام ذهب إليه عمر السيد وعبد الكريم القصبي والمختار الملالي وحمادي والملاخ ورفيق بوبكر الممثل الشاب الدي فاجأ الحاضرين، بكونه تعلم الكثير من الاصبهاني. عبد الحفيظ البنوي مؤسس المهرجان الغيواني، سيضيف في هذه النسخة مفاجأة أخرى، من خلال دعوته للفنان كرين قمري عازف آلة السيتار الهندية، ليقدم وصلات بهذه الآلة مع مجموعة جيل جيلالة، حيث عزف مقاطع بهذه الآلة لذات المجموعة و كان التناغم رائعا. يتواصل المهرجان الغيواني إلى غاية يوم 26من الشهر الجاري بمشاركة مجموعة من الفرق كالمشاهب و مسناوة، بنات الغيوان وأمجاد ولرصاد. كما يتنخلله ندوات و توقيع كتاب"لما غنى المغرب».