كشف مصدر مسؤول أن داخل فريق الرجاء البيضاوي يحتاج بدءا من الأسبوع المقبل إلى مبلغ 550 مليون سنتيم، تشمل الأجور والشطر الثاني من منحة توقيع الموسم الماضي، الذي كان قد التزم به الرئيس سعيد حسبان عند اجتماعه باللاعبين خلال شهر غشت الماضي، حيث مكنهم من الشطر الأول لإنهاء الإضراب، الذي كانوا قد دخلوه قبل الانخراط في الاستعداد للموسم الجديد، فضلا عن منح خمس مباريات حالية، وهو رقم كبير، يصعب توفيره في ظل اشتداد الأزمة داخل الفريق الأخضر. وأضاف مصدرنا أن الرئيس اجتمع ببعض أعضاء لجنة الحكماء، مباشرة عقب عودته من إسبانيا حيث خضع لعملية جراحية على مستوى العين، وتمحور الاجتماع حول الوضع الراهن للفريق، وكذا سبل إعادة القطار الأخضر إلى سكته الصحيحة. وألمح مصدرنا إلى أن الكل معني بالوضع الذي دخله الفريق، وفي المقدمة الجامعة، التي كانت لديها أدلة ووثائق تشير إلى أن أحوال الرجاء لا تبشر بالخير، وأن القادم سيكون سيئا للغاية، خاصة بعد مونديال الأندية، حيث توفرت لديها العقود المبرمة مع اللاعبين والأطر التقنية، فضلا عن التقارير المالية للرجاء، والتي كانت تدفع في اتجاه الإفلاس، غير أنها غضت الطرف، ولم تتدخل للفت انتباه إدارة الرجاء إلى خطورة الوضع. وأنحى مصدرنا باللائمة أيضا على مؤسسة المنخرطين، الذين لم يتدخلوا خلال الجموع العامة لتصحيح الأوضاع، ذلك أنهم كانوا يصوتون على التقارير المالية والأدبية دون مناقشة، في انصياع تام للرئيس السابق وحاشيته، والذين فعلوا ما شاءوا داخل الفريق، وأوصلوه إلى هذا الدرك الأسفل من التواضع. وفي سياق متصل، أعلن الرئيس السابق وعضو لجنة الحكماء داخل الرجاء، عبد السلام حنات، أن الأزمة داخل الرجاء ، ليست أزمة أشخاص، وإنما هي صعوبات مالية ضخمة، تتطلب درجة عالية من الحكمة التبصر. وهي تستدعي بالمقام الأول حصر الديون المستحقة على الفريق، وعندها يمكن بحث طريقة معالجة الأمور. وأشار حنات، في اتصال هاتفي مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إلى أن الفريق الأخضر كان نموذجيا في الإدارة والتدبير، وسن مجموعة من الإجراءات والتدابير لم تكن حينها متوفرة حتى في الإدارة العمومية، وهذا ما مكنه من حصد العديد من الألقاب محليا وقاريا. وعاد حنات ليتأسف للحملة الشنيعة، التي كان قد تعرض لها في آخر أيامه داخل الرجاء، حيث خرجت فئات عريضة من الأنصار في مسيرات ووقفات احتجاجية مطالبة إياه بالرحيل، وفسح المجال ل «الشاب بودريقة»، الذي كان قد روج حينها أنه يحمل مشروعا كبيرا، وأنه قادر على تحويل الفريق الأخضر إلى مؤسسة محترفة، واعدا بجلب أكبر النجوم وحصد الألقاب محليا وقاريا، وغيرها من الوعود التي وثق بها الجمهور، وراح يطالب برحيل جماعي لحكماء الرجاء، رافعا في وجههم شعار « باسطا». وأضاف الرئيس الرجاوي السابق أنه وجد نفسه مجبرا على الرحيل وترك مكانه للجيل الجديد، لكن النتيجة الآن كارثية، أضرت كثيرا بسمعة فريق كان إلى وقت قريب يضرب به المثل في الاحترافية والانضباط. وأستطرد حنات مؤكدا على أن ما وقع داخل الفريق أكبر بكثير من سوء التدبير، وأن الأمور تحتاج تحقيقا قضائيا، وهو المطلب الذي تشبث به المنخرطون خلال الجمع العام، وأن الافتحاص جار لتدقيق مالية الرجاء، والوقوف على حجم الديون، وبناء على ذلك يمكن اتخاذ ما يلزم لتصحيح الأوضاع. وألمح حنات إلى أن الرئيس حسبان يعقد بشكل دوري اجتماعات مع حكماء الرجاء، الذين باتوا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالعودة إلى الواجهة وإنقاذ الفريق من الغرق. وختم حناته تصريحه بالتأكيد على أن الرجاء كان قد قطع مع «مول الشكارة»، حيث اعتمد التدبير الذاتي، وحق النجاح بهذه الطريقة، لأنه لم يرتهن لأصحاب المال، واستثمر في الأفكار، التي جعلته يحقق كل ما وصل إليه مند تسعينات القرن الماضي إلى بداية الألفية الثالثة، بيد أنه مع بودريقة «مول الشكارة» غرق، وبالتالي فإن لجنة الحكماء، يتابع حنات، تدرس مجموعة من الخيارات، بعيدا» مول الشكارة» لأنه لا يوجد أحمق يمكن أن يضخ في خزينة الرجاء 15 مليار سنتيم كي يعيده فقط إلى الوضع الذي كان عليه قبل بودريقة. « ولو كانت الحاجة فقط إلى مليار أو ملياري سنتيم، لهان ذلك على الرجاويين، لكن ومع ذلك فإن التفاؤل كبير في قدرة الفريق على الخروج من هذا النفق.»