يسلط كتاب «الصحراء والصراع الجيو-سياسي بمغارب العصر الحديث « لمؤلفه الباحث في التاريخ عبد الرزاق السعيدي، الضوء على جذور هذا الصراع وأبعاده التاريخية و الجيوسياسية و انعكاساته على الاندماج السياسي و الاقتصادي لدول المغرب العربي. ويتناول هذا المؤلف، الذي صدر في 235 صفحة من الحجم المتوسط ضمن العدد الثالث من منشورات مركز الدراسات و الابحاث «الصحراء المغربية :التنمية الجهوية و الامتداد الافريقي « ، جذور الصراع السياسي و الاقتصادي للسيطرة على الصحراء ( المجال الجغرافي الممتد من جنوب المغرب والى افريقيا جنوب الصحراء) بين الكيانات السياسية بالغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط و الحديث و التحولات الاجتماعية و الفكرية بالمنطقة و التي كانت لها انعكاسات سلبية عرقلت جهود الاندماج بين الدول المغاربية . وتحاول هذه الدراسة أن تعرض بصورة تراكمية نتائج التحليل في الأجزاء النظرية السابقة لدراسة العلاقات الدولية في التاريخ الإسلامي والمغاربي تحديدا، في إطار علاقات تنافسية صراعية حول البحر المتوسط، والتجارة الصحراوية مع إفريقيا جنوب الصحراء ، وذلك على ضوء الأهداف والقواعد والضوابط المنهجية التي حددها المؤلف في الجزء التمهيدي من العمل والمدخل المنهجي بالتزام تام مع روح البحث التاريخي الجاد. وتؤكد الدراسة، يقول المؤلف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بشكل واضح أن الصراع بالمجال المغاربي كانت أبعاده دولية كبرى خلال الفترة الحديثة، ومتصلة بهيكل النظام الدولي ومضمون التفاعلات الدولية والبيئة الدولية القرن 16م. وفي تقديمها لهذا الاصدار ، أكدت الاستاذة الجامعية ماجدة كريمي ، ان هذا العمل يستجيب للمسار الجديد الذي باتت تسلكه الكتابة التاريخية مؤخرا والتي انفتحت على العلوم السياسية والقانونية في دراسة مثل هذه القضايا ، مبرزة ان الباحث وقف من خلال هذه الدراسة على «الارث التاريخي بالعصر الوسيط الذي يترجم بامتياز الدور المغربي في تحقيق الوحدة المغاربية «. واعتبرت كريمي في هذا الاطار ان عملية البحث في التاريخ الدولي للمغرب تعد من «المسؤوليات الجسام التي بات مطلوبا من الباحثين الشباب الاسهام فيها بحس وطني عالي يكون لهم درعا واقيا من أي انزلاق قد يجعلهم ضحية خطابات مغرضة بتاريخ المغرب العريق».