المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والجيش الملكي، والتي أدارها الحكم هشام التيازي، وحضرها جمهور ما يزال دون المتوخى عدديا، عرفت شوطين متباينين. شوط أول كانت فيه السيطرة والمبادرة للفريق العسكري، وشوط ثان تمكن خلاله فريق سوس الأول من إخراج شوكته الهجومية واختبارها، ولو للخروج بأقل الخسائر الممكنة. فخلال الشوط الأول كانت البداية للحسنية التي ضاعت من لاعبيها جلال الداودي والبيساطي فرصتان تصدى لهما الحارس الحواصلي، مع بعض الخشونة أثناء التدخل لصد محاولة البيساطي. وتلا هاتان المحاولتان ضغط مسترسل لعناصر الفريق العسكري (النغمي والشيخي ويوسف أنور وأوشن). وأتاح هذا الضغط بأن يحصل الفريق، في حدود الدقيقة 19، على ضربة جزاء إثر إسقاط لاعبه الشيخي من طرف المدافع الأكاديري سعيد الزيدي. ضربة الجزاء هذه سيحولها إلى هدف عميد الفريق العسكري عبد الرحيم شاكير، موقعا بذلك أول أهداف الموسم الجديد. تسجيل هذا الهدف بدل أن يثير اندفاعا من الفريق المحلي للبحث عن تعديل الكفة زاد بالمقابل من ضغط الزوار، الذين استحوذوا على الكرة بشكل زائد، وكانت لهم الغلبة على مستوى منطقة الوسط. وزاد من هذا ارتكاب بعض عناصر الحسنية للعديد من أخطاء التمرير. هذا مع الإشارة إلى أن الفريق الأكاديري لعب خلال هذا الشوط بتشكيلة مكونة بشكل كامل من العناصر الرسمية للموسم الماضي، والتي ما زالت لم تسترجع بعد كل ميكانيزماتها، مما سيحتم على مدرب الفريق الأكاديري السيد السكتيوي بأن يدخل عيها بعض التغييرات. وبالفعل فخلال الشوط الثاني بادر المدرب الأكاديري إلى إقحام المهاجم الغيني الجديد ألسيني كمارا، المعروف ب «أغوغو»، والذي رغم أنه يلعب أول لقاء له ومع زملاء لا يعرف بعد طريقة لعبهم بشكل جيد، فقد بصم على بداية جيدة وخلق محاولات كادت أن تمكنه من التهديف في مناسبتين. كما أقحم السكتيوي يالإضافة إلى «أغوغو» كلا من عادل الحفاري وياسين كارين كبدلاء للبركاوي وزكريا سفيان. وستتيح هذه التغييرات حركية أكبر أمام الهجوم المحلي، الذي تمكن من خلق عدة فرص ستتوج في حدود الدقيقة 77 بتسجيل هدف جميل ورائع وقعه المهدي أوبيلا من قذفة مركزة وقوية، ومن بعيد، لم تترك أي حظ للحارس ياسين الحواصلي. كما ضاعت من «أغوغو» فرصتان محققتان كانت ستعطيان الانتصار لفريقه. لكن على العموم تبقى نتيجة التعادل منصفة لفريقين أحدهما له من المؤهلات والمكونات ما سيجعله يقول كلمته خلال بطولة هذا الموسم وهو الفريق العسكري، فيما فريق الحسنية الذي تبقى انتداباته دون المتوخى، واكتفى بالاستعداد للبطولة بأكادير، لأن إمكانياته لم تسمح له بإقامة معسكر تدربيي خارج مدينة الإنبعاث. فإمكانيات الفريق والعجز المالي المهول الذي كشف عنه الجمع العام الأخير للنادي تجعل من نتيجة التعادل أمام فريق-مؤسسة كالجيش الملكي نتيجة جد مرضية، مع الأمل طبعا في أن ينتفض الفريق في مقبل الدورات ويحقق نتائج تؤهله لتحقيق الهدف المسطر لهذا الموسم 2016 – 2017 وهو الصعود على البوديوم، أي احتلال إحدى الرتب الثلاثة الأولى، وهو هدف يكاد يكون مستحيل التحقيق في ظل الظرفية المالية التي يجتازها الفريق حاليا.