مرة أخرى عانى الجمهور الأكاديري، الذي كان مقررا أن يحضر المباراة أمام المغرب الفاسي بكثافة كبيرة، حيث أن المئات من عشاق الحسنية لم يجدوا شباكا يقتنون منه التذاكر، التي يبدو أن المنظمين وفروا منها عددا جد محدود، مما حكم على عدد من الجماهير أن تبقى خارج الملعب. كما أن التوقيت الذي اختير لإجراء المباراة كان غير ملائم للكثيرين ممن لا يتحررون من أعمالهم إلا بعد السابعة أو السابعة والنصف مساء. فالمباراة برمجت يوم عمل، وكان الأجدى أن تجري في حدود الثامنة مساء لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور، مع توفير شروط تنقله إلى الملعب، وهذه أسطوانة أخرى. وبالعودة إلى هذه المباراة، التي قادها الحكم خالد النوني، والذي يبدو أنه يفضل إسناد مهمة حكم رئيسي لأحد حكامه المساعدين، فقد كان ينتظر منها جمهور الحسنية حصد نقاطها الثلاث، واستغلال النتائج التي حققتها فرق الصدارة الأخرى، لتسلق مزيد من المراتب، خصوصا وأن فريقه يواجه فريقا فاسيا يتذيل الترتيب، ويعيش أزمة نتائج. لكن الشوط الأول من المباراة أعطانا صورة جد باهتة للفريق الأكاديري الذي استقبلت شباكه، منذ الدقيقة التاسعة هدفا ل «دوس سانتوس» من كرة ثابتة نفذها بدون قوة في القذف، وأعطت هدفا سهلا وغير منتظر، ساهمت فيه حالة السهو التي كان عليها الحارس الأكاديري لحمادي. وتواصلت مجريات هذا الشوط دون أن نشاهد أي رد فعل حقيقي للمحليين، الذين ظهر عليهم ارتباك كبير. وفي حدود الدقيقة 34 سيتمكن الفريق الفاسي من إضافة هدف ثان من ضربة جزاء إثر لمس للكرة باليد، يبدو أنه غير إرادي، للمدافع محسن لعشير، وسيحولها إلى هدف المهاجم الفاسي يوسف السكتيوي، ابن أخ مدرب الحسنية، ليخرج الفريق الأكاديري في هذا الشوط متأخرا بهدفين. وشهد هذا الشوط في حدود الدقيقة 42 طرد اللاعب الفاسي موسى كوني لخشونة مقصودة في حق أحد لاعبي الحسنية. وخلال الشوط الثاني واصل الفريق الفاسي تراجعه إلى الوراء، علما بأن الهدفين الذين سجلهما خلال الشوط الأول لم يتأتيا من هجومات منظمة، بل من كرتين ثابتتين. وقد بادر مدرب الحسنية إلى إحداث تغييرات في تشكيل فريقه بإقحام كل من أحمد الفاتيحي كبديل للمدافع عمر تاحلوشت، الذي يبدو أن مقامه بالحسنية قد يتوقف عند حدود مرحلة الميركاتو الحالية، ثم البركاوي الذي عوض بديع أووك. وقد عرف هذا الشوط ضغطا متواصلا على معترك الفريق الفاسي، الذي لجأ إلى إغلاق كل المنافذ على مستوى خطي الدفاع والوسط، كما كانت عناصره تلجأ إلى إضاعة الوقت لتبديد زمن المباراة، وكسر إيقاع العناصر الأكاديرية. وقد خلق لاعبو الحسنية عددا من الفرص بواسطة الفاتحي والبركاوي والحداد، وكذا العبيدي الذي لعب دورا دفاعيا خلال هذا الشوط، مع القيام بطلعات هجومية. وستتيح هذه الهجمات لفريق الحسنية بأن يعود في النتيجة من هدف أول سجله من تسديدة قوية للاعب أوبيلا (د.69)، ثم هدف ثان كان من ورائه جمال العبيدي بعد اختلاط أمام مرمى الحارس الحواصلي. وكان بإمكان الفريق الفاسي تسجيل هدف ثالث، كان سيحسم المباراة لصالحه، وذلك من محاولة رائعة للاعبه المهدي بلعروسي تصدى لها ببراعة كذلك الحارس لحمادي، لتنتهي المباراة بنتيجة التكافؤ. ويبقى أن نشير أن تحكيم خالد النوني، الذي كان متذبذبا، عرف خلال نهاية المباراة عدم احتساب الوقت بدل الضائع الذي حدده الحكم في أربع دقائق، علما بأن المباراة، خلال الشوط الثاني، عرفت توقفات كثيرة وطويلة تجاهلها الحكم، ليعلن عن نهاية المباراة أمام احتجاج دكة احتياط الحسنية، والجمهور الحاضر.