يمكن القول إن المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والنهضة البركانية، برسم الدورة 26 من الدوري الاحترافي، كانت عبارة عن مباراة شبه مغلقة، حيث أضرب الجمهور الأكاديري في معظمه عن الفرجة، استجابة للدعوة التي وجهها فصيل «الأولترا إيمازيغن» الذي قرر عدم الانتقال إلى ملعب أدرار الكبير، وذلك عبر حملة قام بها عبر الأنترنيت، وهي الحملة التي يبدو أنها لاقت تجاوبا، تؤكده الأعداد القليلة من الجمهور التي كانت مشتتة هنا وهناك في مدرجات الملعب. وبالنسبة للمباراة، التي أدارها الحكم الجعفري من عصبة البيضاء، فقد عرفت في بدايتها قراءة الفاتحة ترحما على روح المرحوم الفنان عبد العزيز الشامخ، تغمده الله بواسع رحمته، وألهم ذويه وأحبته جميل الصبر والسلوان. وقد دخل الفريق الأكاديري، المهزوز معنويا، هذه المباراة بإرادة محو مخلفات الهزائم الست الأخيرة، التي تلقاها داخل وخارج أكادير. لكن، وبعد مرور عشر دقائق من انطلاق المباراة، وإثر خطأ للحارس فهد لحمادي، سيتلقى الفريق الأكاديري هدفا غير منتظر ، سيسجله اللاعب البركاني السحمودي. وإثر هذا الهدف حاول لاعبو الحسنية تدارك الموقف بتكثيف الضغط على مرمى الحارس منير المرابط، ليتمكنوا في حدود الدقيقة 20، بواسطة كوني زومانا من انتزاع هدف التعادل، وهو الهدف الذي احتج عليه بشدة لاعبو الفريق البركاني، بدعوى أن زومانا لمس الكرة بيده قبل أن يسجل الهدف. تسجيل هدف التعادل سيرفع من معنويات العناصر الأكاديرية، التي رفعت من إيقاع هجوماتها، مما سيمكنها في حدود الدقيقة 31 من مضاعفة الحصة، وذلك إثر هجوم منظم، قاده زومانا الذي مرر صوب كواكو، الذي لم يتمكن من الكرة لكنها انتهت عند حسن الصواري، الذي لم يجد صعوبة في وضعها في الشباك، ليخرج الفريق الأكاديري متفوقا خلال هذا الشوط الأول. مع الإشارة إلى أن حكم المباراة الجعفري لم يحتسب ضربتي جزاء للفريقين، أولاهما لصالح الفريق البركاني بعد أن تم إسقاط أحد لاعبيه داخل المعترك من طرف الحارس لحمادي (د.19)، ثم ضربة جزاء ثانية أوضح للحسنية، بعد أن قام لاعب نهضة بركان كوناطي بمنع اللاعب سفيان زكريا من المرور ، وإسقاطه داخل المعترك دون أن يعلن الحكم عن أي شيء (د.41). وخلال الشوط الثاني لم يستطع المحليون المحافظة على الامتياز، الذي كان سيمكنهم من تحقيق انتصار طال انتظاره، لكن لاعبي الفريق البركاني كان لهم رأي آخر، حيث سيتمكنون في حدود الدقيقة 59 من انتزاع هدف التعادل، والذي تأتى من كرة ثابتة نفذها مهدي بلطام وحاول الحارس لحمادي صدها، دون أن يتمكن من التحكم فيها، مما أتاح لمسجل الهدف الأول السحمودي أن يقتنص هدفا ثانيا، وهو هدف - هدية - أعطى لفريقه التعادل. كما كان بإمكان الفريق البركاني أن يضيف هدف الانتصار لو تمكن لاعبه «سورو نانغا» من استغلال تفكك الدفاع الأكاديري، الذي كان مشرعا على الآخر بفعل غياب العميد حيسا. ورفع الفريق السوسي، الذي فشل في استعاد نغمة الفوز بعدما خسر جميع مبارياته الست الأخيرة، رصيده عقب هذا التعادل وهو السابع في الموسم مقابل تسعة انتصارات وعشر هزائم، إلى 34 نقطة والتحق في المركز السادس بفريق الدفاع الحسني الجديدي، الذي له أربع مباريات مؤجلة، سيخوضها في تواريخ ستحدد لاحقا. أما الفريق البركاني، الذي سجل تعادله رقم 14 في الموسم مقابل ستة انتصارات ومثلها هزائم، فرفع رصيده إلى 32 نقطة وانفرد بالمركز التاسع. وعموما فنتيجة التعادل تبقى منصفة للفريقين معا، واللذين وقعا على لقاء يبقى مردوده التقني جد متوسط. بالإضافة إلى أن غياب الجمهور، في ملعب كبير كملعب أدرار، ينزع عن المباراة كل مقومات الفرجة والإثارة. لهذا نتمنى أن تنتفي الدواعي والأسباب التي تجعل الجمهور الأكاديري يضرب عن الفرجة. يذكر أن هذه الدورة تأجل عنها لقاء الدفاع الحسني الجديدي مع الجيش الملكي، بسبب خوض الفريق الدكالي لمباراة ذهاب دور ثمن النهاية مكرر في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والتي خسرها بالقاهرة أمام النادي الأهلي المصري 1 - 0 .