لم يخرج ديربي الجنوب بين حسنية أكادير والكوكب المراكشي، برسم الدورة 4، عن طابع القوة والندية التي ميزت دائماً مباريات الفريقين. لكن ما ميز هذا الديربي الأخير هو كونه شكل مواجهة مفتوحة بين إطارين تقنيين، هما من جهة الإطار الوطني جمال فتحي، ومن جهة أخرى، الداهية الفرنسي جودار الذي يبدو أنه وقع على بداية لافتة مع الفريق الأكاديري الذي سجل لحد الآن انتصارين وتعادلين، ولم يعرف بعد طعم الهزيمة. اللقاء أمام الكوكب طبعته الحركية والسرعة، بالأخص من طرف الفريق المراكشي الذي اعتمد خطة 4 - 4 - 2، ومارس ضغطاً على مربع الحسنية بواسطة الثلاثي جيفرسون ودوسوزا، وكذا عادل السراج، فيما الفريق الأكاديري الذي اعتمد الخطاطة 4 - 3 - 3 كان أكثر حذراً على المستوى الدفاعي، ليقوم بين الفينة والأخرى بمرتدات هجومية خطيرة بواسطة البيساطي وخالد السباعي اللذين كانا يمدان رأس الحربة جيرار بكرات شكلت تهديداً حقيقياً لمرمى بلگميري. وستتيح هذه المرتدات للحسنية من أن توقع على هدف مبكر (8) من كرة للبيساطي عالجها بتمريرة بخارج القدم صوب جيرار الذي أسكن الكرة بقدفة في الشباك المراكشي. بعد هذا الهدف تحركت مجدداً الآلة المراكشية، التي كانت لها الهيمنة الميدانية، لكن هذه الهيمنة زادت من خطورة المرتدات الأكاديرية. ففي حدود الدقيقة 23، ستتاح مجددا لجيرار فرصة أخرى هيأها له السباعي، حيث انفرد بالحارس المراكشي ليهدر هدفاً محققاً بقذفة خارج الإطار، لكنه سيعوض عن هذا بالتوقيع على هدف ثان، في حدود الدقيقة 34، وذلك من ضربة زاوية نفذها علوي الاسماعيلي وجدت رأس جيرار الذي أسكنها مجدداً في الشباك ليتيح لفريقه إنهاء الشوط الأول بهدفين نظيفين. خلال الشوط الثاني، واصلت الآلية المراكشية حركيتها، بعد أن قام جمال فتحي بإدخال تعديلات على تشكيلة فريقه بإقحام كل من وسام البركة وجويعة ومريانة. وقد تمكن الأول، وسام البركة، من تقليص الحصة بتسجيل هدف من قذفة على بعد 30 متر، لم تكن بالقوية، لكن يبدو أنها فاجأت الحارس فهد لحمادي الذي يتحمل مسؤولية هذا الهدف بصورة مطلقة (50). تسجيل هذا الهدف شجع لاعبي الكوكب على مضاعفة محاولاتهم الهجومية، لكن هذه المحاولات كانت تصطدم بخط دفاع يقظ يقوده القيدوم محمد الحسايني. وقد استمر الضغط المراكشي إلى حدود العشر دقائق الأخيرة من اللقاء التي عرفت انتفاضة للهجوم الأكاديري بقيادة جيرار الذي أصبح، مع مرور الدورات، يشكل سما حقيقياً لدفاعات الفرق التي تواجهها الحسنية. وهكذا تمكن الفريق الأكاديري من انتزاع انتصار ثمين ومستحق يرفع من معنويات لاعبيه الذين تنتظرهم، خلال الدورة القادمة، مباراة حارقة بملعب العبدي أمام المتزعم الدفاع الحسني الجديدي.