يأتي الديربي البيضاوي رقم أل108, المقرر يوم الأحد المقبل بين الوداد والرجاء برسم الدورة 26 من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم, في ظرف حاسم يتمثل في سعي قطبي العاصمة الاقتصادية الحثيث إلى الظفر بلقب بطولة هذه السنة, وهو ما يعد بطبق كروي راق يغري بالمتابعة ويغلب عليه طابع الندية والإثارة والتشويق الذي ميز دوما لقاءاتهما عبر التاريخ. فعلى بعد خمس دورات من إسدال الستار على الموسم الكروي وبالنظر إلى الوضعية والأجواء التي تعيشها بطولة القسم الأول حاليا يرتقب أن يكون التنافس كبيرا بين الوداد والرجاء لكون الأول يوجد في طليعة الترتيب بفارق نقطتين فقط عن الثاني الذي عاد بقوة خاصة بعد فوزه الأخيرعلى المغرب الفاسي 2-0. وإلى جانب كون "الكلاسيكو المغربي" يعد فرصة للتألق وإعادة كتابة التاريخ بين القلعتين "الحمراء" و"الخضراء" فإنه سيتم على ضوء نتيجة هذا اللقاء الواعد تحديد, وبشكل كبير, ملامح الفريق الذي سيحرز اللقب, علما بأن لقب السنة الماضية يوجد في حوزة أصدقاء العميد المخضرم عبد اللطيف جريندو. فعلى الورق, يبدو أن أشبال الإطار الوطني بادو الزاكي سيخوضون هذا الديربي تحت تأثير التعثر الذي لازمهم مؤخرا حيث لم يتذوقوا طعم الفوز منذ ثلاث دورات على التوالي, إذ يعود آخر انتصار لهم إلى الدورة 22 أمام الجيش الملكي, مع الإشارة إلى الفتور الواضح على مستوى خط هجوم الفريق الأحمر في النصف الثاني من الموسم بدليل أن أكبر حصة فاز بها كانت أمام فريق شباب المسيرة 3-1 برسم الدورة 16 ومن حينها والفريق يفوز بحصص صغيرة. واتضح جليا في الدورات الأخيرة أن فريق الوداد لم يظهر بتلك الصورة التي ظهر بها في بداية الموسم والتي فرض فيها نفسه كمجموعة قوية ومتجانسة خاصة على مستوى الهجوم الذي كان فعالا بقيادة المحترف الكونغولي ليس مويتيس, أحد أبرز هدافي البطولة الوطنية, قبل أن يتراجع مردود الأخير على غرار المستوى العام للفريق. ويبقى السؤال هل هذا التراجع هو نتيجة نهاية بطولة ماراطونية وشاقة أم هل هو استراتيجية للاقتصاد في اللعب معتمدة من طرف المدرب بادو الزاكي خاصة بعد انفراد الفريق واحتكاره للصدارة الترتيب ,لكنه يبقى مع ذلك مجبرا على الحفاظ على وضعيته وهو ما يحتم عليه رسم التفوق في لقاء الأحد, على الرغم من أن الناخب الوطني السابق لا يعير أهمية كبيرة لهذه المباراة. وفي سياق متصل , أكد بادو الزاكي, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن "الديربي لايعترف بالقوي والضعيف ونتيجته الرقمية لن تحسم في مصير اللقب طالما أنه مايزال هناك أربع دورات. فريق الرجاء خرج من إقصائيات دوري أبطال إفريقيا وتركيزه الآن منصب على البطولة". وأوضح أن فريق الوداد يسير في خط تصاعدي ومستواه عرف تحسنا كبيرا مقارنة مع المواسم الفارطة وهو الآن يحتل الصف الأول. "نحن واعون بصعوبة اللقاء ولابد من التعامل مع عامل الضغط بذكاء وببرودة أعصاب ونحن نعرف ما ينتظرنا واللاعبون مستعدون بدنيا ونفسيا للمباراة مع الإشارة إلى غياب عبد الحق آيت العريف بسبب الإصابة". وأضاف الزاكي "إننا سجلنا نتائج لاتتماشى مع طموحنا في بعض اللقاءات, ولكن أؤكد أن الفرص التي أضعناها ولم نترجمها إلى أهداف تفوق بكثير ما يضيعه فريق آخر على امتداد الموسم". وفي المقابل, اتسم مردود أشبال المدرب البرتغالي جوزي روماو في الأسابيع الماضية بالنتائج المتذبذبة بين الانتصارات الرائعة والهزائم المفاجئة وغير المبررة , خاصة بعد الخروج من الدور الأول لدوري أبطال إفريقيا أمام فريق بيترو أتليتيكو الأنغولي . لكن الفريق الأخضر أعطى إشارة قوية قبل الديربي المرتقب بعدما استفاد من تعثرات منافسيه الآخرين, الوداد البيضاوي والكوكب المراكشي والدفاع الحسني الجديدي الذين اكتفوا بنتيجة التعادل في الدورة أل25, ليقلص الفارق إلى نقطتين فقط عن صاحب الريادة . وما يطمئن مشجعي فريق الرجاء البيضاوي طريقة اللعب التي ينهجها, والتي يبدو من خلالها أن اللاعبين تجاوزوا كل خيبات الأمل الأخيرة في أفق التركيز على الدفاع عن اللقب الذي في حوزتهم. وقال جوزي روماو في تصريح مماثل "إنها مباراة الموسم نظرا لما يرافقها من حماس وترقب لدى الجمهور العريض ولأنها تجمع بين فريقين كبيرين. إنها المباراة المنتظرة التي تبقى عالقة في الأذهان. إنه عرس رياضي تسوده الروح الرياضية والتنافس الشريف". وأضاف "أذكر إني لما عدت إلى الرجاء كان الفريق يحتل الرتبة السادسة وتفصله تسع نقط عن المقدمة, الآن الفريق على بعد نقطتين من مقدمة الترتيب رغم أنه خاض عدة مباريات في أيام قليلة ولم يستمتع بالراحة ومع ذلك قام اللاعبون بلقاءات جيدة". وتابع روماو " بعد النتيجة الإيجابية التي حققناها يوم الثلاثاء أمام المغرب الفاسي سنستعد على جميع المستويات للقاء الديربي لأن الجمهور ينتظر مباراة ذات مستوى جيد. كل اللاعبين على استعداد للمباراة باستثناء الزكرومي الذي يشكو من توعك وسيكون قريبا ضمن المجموعة". وعلى مدى السنوات أل54 التي تميزت بالتنافس الكبير بين الغريمين التقليديين, فاز فريق الرجاء ب 32 مباراة من أصل 107 مقابل 25 للوداد, فيما انتهت المواجهات أل50 الأخرى بالتعادل. ولن تخلو باقي لقاءات الدورة أل26 من طابع إثارة وتشويق خاصة منها تلك التي تجمع بين الفرق التي ترنو إلى تأمين وضعيتها في سبورة الترتيب وتلك التي يحذوها أمل الاقتراب من المراكز المؤهلة لإحدى المسابقات الجهوية أو القارية.