لا حديث في الدارالبيضاء إلا عن الديربي رقم 108 بين الوداد والرجاء البيضاويين، المقرر إجراؤه غدا الأحد، ابتداء من الثالثة بعد الظهر، بالمركب الرياضي محمد الخامس، ضمن الجولة 26 من دوري القسم الأول لكرة القدم. الصراع يتجدد بين الوداد والرجاء البيضاويين (مشواري) ديربي العاصمة الاقتصادية وضع مدينة الدارالبيضاء فوق صفيح ساخن، لأن المباراة أتت في ظرفية استثنائية وحاسمة، قبل خمس دورات من إسدال الستار على الموسم، وتتمثل في سعي الفريقين الحثيث إلى الظفر بلقب الدوري الوطني هذا الموسم، خاصة أن الوداد يحتل مقدمة الترتيب العام، برصيد 47 نقطة، ويطارده الرجاء، بمجموع 45 نقطة، ما يعد بطبق كروي يغري بالمتابعة، ويغلب عليه طابع الإثارة والتشويق، الذي ميز دوما مبارياتهما، منذ 54 سنة. وتزكي الإحصائيات الخاصة بمباريات الديربي، خلال مسار كروي حافل، الأفضلية للنسور الخضر، وتؤكد الأرقام أن الرجاء حقق 32 انتصارا، مقابل 25 لصالح الوداد، في حين، تعادلا في 50 مباراة. وسجل الرجاء 89 هدفا في مرمى منافسه الأحمر، فيما دخل مرماه 80 هدفا. وبلغة الأرقام، دائما، ينتظر أن تعرف تذاكر ديربي ارتفاعا صاروخيا، بعد استنفاد التذاكر المعروضة للبيع بالكامل، وعرضها مجددا عبر الأسواق السوداء، التي تعرف رواجا استثنائيا في مثل هذه المناسبات. وتشير آخر الإحصائيات، وفق مصادر متطابقة، إلى أن مداخيل للوداد انتعشت، ووصلت إلى رقم قياسي غير مسبوق، حين اقتربت من 200 مليون سنتيم، علما أنه اتخذ إجراء بإغلاق أبواب الملعب يوم المباراة. وخصصت المصالح الأمنية بالدارالبيضاء أكثر من 5 آلاف شرطي، مع الاعتماد على طلبة المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، واستنفار عام لكل القوات الأمنية، تحسبا لأي طارئ قد يخلف أحداث شغب، مع التذكير بأن فريق الوداد، باعتباره المستضيف للمباراة، تعاقد مع ثلاث شركات أمنية خاصة، سيتعهد لها بحراسة مداخل الملعب، والأبواب المؤدية إلى المستطيل الأخضر، ومستودعات الملابس، والمنصة الرسمية، التي ينتظر أن تعرف حضورا وازنا لشخصيات برلمانية وحكومية، في مقدمتها منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، حسب بعض المصادر المتطابقة. الديربي 108 مرجح بأن يحدث زلزالا داخليا في مكتبي الوداد والرجاء، في حالة الهزيمة، حسب الكثير من مناصري الفريقين، لأن الوداد لم يتذوق طعم الفوز منذ ثلاث دورات على التوالي، وأي هزيمة ستحتم، ربما، على المدرب، بادو الزاكي، الاستقالة، قبل الإقالة. في المقابل، سيكون عبد الله غلام، رئيس الرجاء، في وضعية لا يحسد عليها، في حالة الهزيمة، خاصة أنه، منذ بداية الموسم، وفريقه لم يبد أي إقناع ملموس. وبعيدا عن الحساسيات الودادية والرجاوية، فإن الكرة المغربية ستكون هي المستفيدة، في حال ما إذا عمت الديربي، أو العرس الرياضي الكبير، الروح الرياضية، والتنافس الشريف.