ربما تكون المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير وأولمبيك خريبكة، برسم الدورة 11 من البطولة الاحترافية، من أحسن المباريات التي عرفتها هذه الدورة. فقد شكلت لقاء مفتوحا عرف، منذ انطلاقته وحتى دقيقته الأخيرة، تنافسا قويا وحادا بين الفريقين اللذين راهنا على الهجوم، مع تكتل دفاعي للفريق الخريبكي الذي تمكن مدافعوه، وكذا لاعبو وسط ميدانه، من خنق المحاولات الهجومية الأكاديرية التي كان يقوم بها كل من العبيدي وليركي وبديع أووك، بالإضافة إلى إسماعيل الحداد. ورغم أن المحاولات الهجومية للحسنية خلال الشوط الأول كانت متواصلة وأكثر خطورة، فإن الزوار سيتمكنون في الدقيقة 22 من التوقيع على هدف السبق، بواسطة تيبركانين الذي استغل تردد الحارس لحمادي في الخروج لالتقاط الكرة، ليضعها بسهولة في الشباك. ويتوالى الصراع بين الفريقين، والضغط الهجومي للمحليين، والذي سيثمر هدف التعادل من ضربة خطأ على مشارف المعترك الخريبكي، سيترجمها إلى هدف المهدي أوبيلا (د. 32). وتلت هذا الهدف عملية هجومية منسقة بين العبيدي، الذي مرر بالكعب لبديع أووك الذي سدد نحو الشباك، لكن كرته اصطدمت بيقظة الحارس البورقادي، لينتهي هذا الشوط بالتعادل الإيجابي بين الفريقين. الشوط الثاني انطلق بضغط مكثف لعناصر لوصيكا على مرمى فهد لحمادي. وقد كاد الحارس الأكاديري أن يهدي هدفا على طبق للزوار في حدود الدقيقة 57، حيث تعثر في إبعاد كرة وكاد أن يسكنها في شباكه. ودقيقتان بعد هذه المحاولة سيتمكن مهاجم الحسنية كريم البركاوي من اقتناص ضربة جزاء، إثر اصطدامه بالحارس البورقادي. وسيتكلف بتنفيذها إلى هدف المدافع كوليبالي. وبعد تسجيل هذا الهدف، ازدادت حدة المباراة، وازداد ضغط الزوار الذين راهنوا على أوراق هجومية تمثلت في إقحام كل ابراهيم لاركو الذي عوض أسكاري، ثم إبراهيم البزغودي الذي عوض الرقيوي. ومقابل هذا، ولتحصين دفاع فريقه، سيبادر مدرب الحسنية عبدالهادي السكتيوي إلى إقحام كل من محسن العشير وعادل الماتوني كبديلين للعبيدي والحداد. وفي حدود الدقيقة 85 سيبادر الحكم فاتحي إلى إعلان ضربة جزاء لصالح الفريق الخريبكي، والتي يبدو أنها غير مشروعة. ضربة الجزاء هذه، والتي أحدثت احتجاجا كبيرا من طرف لاعبي الحسنية الذين تم إنذار عدد منهم، لم يتمكن اللاعب أوكادي من تحويلها إلى هدف بعد تدخل حاسم للحارس لحمادي. وبعد انصرام الوقت القانوني للمباراة بما يزيد عن دقيقتين، تدخل الحكم ليعلن عن أربع دقائق كوقت بدل ضائع. والذي سيعرف في الدقيقة 95، حسب توقيت الحكم، تسجيل هدف التعادل للفريق الخريبكي، وكان من ورائه اللاعب لاركو. وتلا هذا الهدف ضغط للفريق الأكاديري سينتهي بالتوقيع على هدف التفوق من طرف البركاوي، الذي أحسن استغلال كرة مده بها عبد الحفيظ ليركي. وعموما فقد كانت هذه المباراة كبيرة في مردودها، ماعدا الجانب التحكيمي، الذي كاد أن يفسدها. فضربة الجزاء التي أعلنها الحكم تبين فيما بعد أنها كانت نتيجة سوء تقدير. كما أن تأخر الحكم في الإعلان عن الوقت الإضافي للمباراة بعد ما يزيد عن دقيقتين من توقف ساعة الملعب عند الدقيقة التسعين، يطرح أكثر من تساؤل. يضاف إلى هذا قرار طرده لطبيب حسنية أكادير، الدكتور كركاش، عند تدخله لإسعاف اللاعب المهدي أوبيلا، وذلك لسبب لم نتبينه. وقد دفع هذا مسيري الفريق الأكاديري أن يقدموا اعتراضا تقنيا على تحكيم السيد فاتحي، والذي لا نرى له من جدوى. ويبقى أن نشير إلى أن اللقاء الإعلامي، الذي يعقد عادة بعد المباراة، غاب عنه الطرف الخريبكي في شخص مدربه أحمد العجلاني، ومساعده محمد الجاي. فقد حضر هذا اللقاء مدرب الحسنية السكتيوي لوحده، والذي اشتكى مما سماه ب»مهزلة التحكيم». كما أشاد بفريق لوصيكا الذي يتوفر «على عناصر جيدة، ومدرب كفؤ». واعترف السكتيوي بالنقص الذي يعاني منه فريقه، خصوصا دفاعيا، مؤكدا أنه سيتم تدارك الأمر خلال فترة الميركاتو.