شكلت المباراة الكبيرة، ينبغي التأكيد عليها، بإيقاعها ومستواها، وبكثافة أهدافها كذلك، بين حسنية أكادير والرجاء الرياضي البيضاوي، برسم الدورة 6، حفلا كرويا لم تشهد أرضية ملعب أدرار الكبير مثيلا له، على الأقل منذ بداية الموسم الرياضي الحالي. فريق الرجاء البيضاوي باسمائه المتألقة من لاعبين لهم وزنهم على مستوى البطولة الوطنية، وبموقعه في صدارة الترتيب، جاء الى اكادير ليعزز مكانته في الترتيب، وليطيل إقامته في مدينة الإنبعاث، حيث من المنتظر أن يلعب مباراته القادمة، برسم الدورة 7، على أرضية ملعب أدرار. وقد أكدت بداية الشوط الأول المسار الذي أراده النسور الخضر للمباراة، حيث سيتمكنون من خلال حملتين هجوميتين من التوقيع على هدفين كان من ورائهما مويتيس ( الدقيقتان 10 و 11 ). وخلق هذا الإنطباع بأن الفريق الأكاديري يوجد على عتبة تلقي هزيمة ثقيلة بميدانه برباعية أو خماسية. بالأخص وأن الفريق البيضاوي كان قريبا من إضافة هدف ثالث، في حدود الدقيقة 17، بعد خطأ لمدافع أكاديري كاد أن يستغله المهاجم مابيدي لولا التدخل الحاسم للحارس فهد لحمادي. الفريق الأكاديري الذي بدأ تدريجيا من الخروج من قوقعته، سيتمكن دقيقة بعد ذلك، من زيارة شباك الحارس العسكري من هدف سجله المتألق بديع أووك الذي أحسن استغلال كرة توصل من اسماعيل الحداد. وتلا تسجيل هذا الهدف الإصابة التي تعرض لها هداف الفريق كوني زومانا على مستوى الرأس، حيث تم نقله، فيما يبدو، في حالة إغماء، خارج رقعة الملعب، ليتم تعويضه بكريم البركاوي (د 29). وسيتمكن نفس اللاعب، أووك، دقيقة بعد مغادرة زومانا، من التوقيع على هدف التعادل، ليستمر ضغط الحسنية بواسطة ليركي والحداد والهداف أووك الذي أصبح يكبر مباراة بعد أخرى. وهو من سيكون من وراء الكرة التي تمكن من خلاله حفيظ ليركي من أن يوقع على هدف ثالث ويعطي التفوق لفريقه( د 33 ). خلال الشوط الثاني، وبعد شوط أول حارق، بدأه فريق الحسنية بالهزيمة وأنهاه بالتفوق، حاولت عناصر الرجاء العودة في المباراة بتكثيف الهجومات على المعترك الأكاديري. لكن هذا الإندفاع الهجومي كانت له ضريبته على مستوى خلق فراغات سيستفيد منها مهاجمو الحسنية الذين سيتمكنون من التوقيع على هدف رابع، في حدود 55، بواسطة البركاوي الذي أحسن استغلال كرة مده بها الحداد. وأمام هذا بادر لاعبو الرجاء الى مضاعفة محاولاتهم الهجومية التي اصطدمت بيقظة الحارس لحمادي الذي كان وراء عدد من التدخلات الحاسمة التي انقدت مرمى فريقه من أهداف حقيقية. مدرب الرجاء روماو، ولتدارك الموقف، عمل في حدود الدقيقة 83 على تعزيز خط الهجوم بإقحام بورزوق. وقد تمكن فريقه من تسجيل هدفه الثالث بواسطة بلمعلم. لكن الفريق الأكاديري سيحسم النتيجة نهائيا لصالحه، خلال الوقت بدل الضائع، وذلك من ضربة جزاء أعلن عنها حكم المباراة عادل زوراق بعد أن تم إسقاط مهاجم الحسنية الحداد، داخل المربع، من طرف مسجل هدف الخضر الثالث اللاعب بلمعلم. ضربة الجزاء هذه سيحولها الى هدف خامس نفس اللاعب، أي الحداد، ليعطي لفريقه انتصارا كبيرا ومستحقا. ع. البعمراني تصريحات : - جوزي روماو (مدرب الرجاء) : « الرجاء دخل المباراة بقوة، وسجل هدفين. لكن بعد الهدفين لم نر شيئا. وعطاء الرجاء اليوم يجعلني أقتنع بأن هناك عملا كبيرا ينتظرنا. فقد ارتكبنا أخطاء فردية كثيرة. وتوقفنا بعد تسجيل الهدفين مما أعطى أوكسيجينا كبيرا للحسنية الذي يعتبر فريقا صعبا بميدانه. وقد استفاد من الوضعية التي كنا سببا في خلقها.» - عبدالهادي السكتيوي : « المباراة أمام الرجاء كانت صعبة، حيث تلقينا هدفين خلال الدقائق العشر الأولى. وقد حاولنا الرجوع إلى المباراة، وكانت الكلمة لعزيمة اللاعبين. وقد ساعدنا على هذا كوننا نخرج للعب والضغط، ولا نبقى متقوقعين في الوراء سواء داخل أو خارج أكادير. وقد سمح لنا هذا بتحقيق الإنتصار أمام فريق كبير. وبالنسبة للتوقف الذي عرفته المباراة، في الدقيقة 63، فقد كان بسبب مشكل إداري تمثل في إشراك الرجاء لأربعة لاعبين أجانب، لكن يبدو أن هناك تعديلا في هذا الباب خلال الموسم الحالي...».