كان أمل كل مكونات حسنية أكادير، وعلى رأسها المكتب المسير، أن يكون انتقال الفريق للممارسة بملعب أدرار الكبير تدشينا لمرحلة جديدة يكون شعارها : بناء فريق كبير في مستوى كبر الملعب. لكن يبدو أن هذا الأمل، أو الحلم، سرعان ما تلاشى مع سلسلة النتائج السلبية التي راكمها الفريق خلال الدورات الخمس الأخيرة، ذهابا وإيابا. قبل استقباله للوصيكا، المعذب لأسباب إدارية وتقنية في ذيل الترتيب، كان الفريق الأكاديري قد راكم أربع هزائم متتالية أمام الدفاع الحسني الجديدي والماص والمغرب التطواني، ثم أولمبيك آسفي. لهذا كان عليه مهما كانت الاعتبارات، لا أن يتصالح مع محبيه وجمهوره فحسب، بل أن يستعيد ثقتهم. وبالتالي كانت المباراة أمام لوصيكا هي مباراة الفرصة الأخيرة .. فرصة إيقاف مسلسل الانحدار. لكن مجريات المباراة أمام الفريق الفوسفاطي بينت، وبوضوح، أن فريق الحسنية ماض في تواضعه إلى ما شاء الله، وأن فترة الفراغ التي تمر منها مكوناته مازالت مرشحة لأن تطول، خصوصا وأن خصم الدورة القادمة هو فريق الرجاء البيضاوي. اللقاء أمام لوصيكا أظهر منذ شوطه الأول تواضع عطاء لاعبي الحسنية، الذين لم يستطيعوا مجاراة العمليات المنظمة والسريعة للزوار الذين سيطروا على مجريات المباراة، وخلقوا عددا من فرص التهديف بواسطة كل من بنهنية والضرضوري. الأخير أضاع هدفا محققا عندما انفرد بالحارس لحمادي (د.27) ليقذف جانبا. كما أضاع العبيدي بدورة فرصة واضحة في حدود الدقيقة 24 . وعموما فهذا الشوط كان في مجمله لصالح الزوار، الذين كانوا أكثر جدية في البحث عن هدف السبق. وخلال الشوط الثاني حاول المحليون العودة في المباراة، وكانوا أكثر حضورا في نصف ملعب لوصيكا، وخلقوا بعض الفرص بواسطة محسن عبد المومن وكواكو. لكن هذه الفرص قابلتها مرتدات هجومية سريعة للزوار، كانت تخلق ارتباكا حقيقيا في دفاع الحسنية الذي كان مفككا. وقد ازدادت خطورة الزوار عندما تم إقحام ابراهيم البزغودي كبديل للضرضوري (د. 72). فهذا الأخير سيتمكن، في حدود الدقيقة 84، من تسجيل هدف قاتل ستتبخر معه كل آمال الفريق الأكاديري في انتزاع نقاط المباراة، ليتعالى ويحتد سخط الجمهور الحاضر، والذي كان محدودا عدديا. ويبقى الأمل الذي يحدو العديد من محبي الفريق هو أن يتم، خلال ما تبقى من دورات الموسم المنتهي، إقحام نسبة معينة من عناصر فريق الأمل الذي يحتل الرتبة الثانية في البطولة الوطنية، وكذا من العناصر التي ملتها دكة الاحتياط، لجعل الفريق يستعيد البعض من بريقه، لأن فترة الفراغ طالت واستطالت، وينبغي الخروج منها.