شهدت بعض مناطق المغرِب، ارتفاعاً كبيراً فِي درجات الحرارة لَم يسبق لهُ مثيل منذ سنواتٍ خَلَت،وَأفادَت مديرية الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة، لهذا الأسبوع، ستتراوح ما بين 42 و45 درجة في المناطق الداخلية للأقاليم الجنوبية، متوقعة أن تَمتَدَ موجة الحرارة هذه لتشمل المناطق الوسطى والمناطق الداخلية لشمال المغرب، وتتوقع أن يظل الطقس حارا نوعا ما إلى حار بالجنوب الشرقي والأقاليم الجنوبية. وخلصت دراسة أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن درجات الحرارة خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، حطمت الرقم القياسي في درجات الحرارة العالمية، مما يعني أن عام 2016 في طريقه ليكون العام الأكثر حرارة في العالم على الإطلاق. وحسب بلاغ نشرته هيئة الأممالمتحدة، فإن متوسط ارتفاع درجة الحرارة في الأشهر الستة الأولى من عام 2016 سجل 1.3 درجة مئوية، أي ما يعادل 2.4 درجة فهرنهايت، وهي الدرجة الأكثر دفئا لعصر ما قبل الثورة الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر، وفقا لناسا. ووفقا للمصدر ذاته، فإن جليد البحر القطبي ذاب في وقت مبكر وسريع، وهذا مؤشر آخر على تغير المناخ، كما وصلت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية جديدة. وفي مؤتمر صحفي عُقد بجنيف، قال ديفيد كارلسون، مدير البرنامج العالمي للبحوث المناخية، «في هذه المرحلة نحن مندهشون لما رأيناه في أول ستة أشهر من هدا العام، ولكننا في لحظة يمكننا فيها توقع ما سيكون عليه الحال في عام 2016، استنادا إلى سجل الأشهر الستة الأولى من نفس العام.» وعن أسباب ارتفاع درجة الحرارة، قال الدكتور كارسون، « هناك، بالطبع، ظاهرة (النينيو)، ولكن وكالة ناسا تقول إن هذه الظاهرة تؤثر فقط على أربعين في المئة من درجة الحرارة، أما مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة فذكر أن الظاهرة تتسبب في انبعاث ما يتراوح بين 25 و 50% من ثاني أكسيد الكربون. وفي غضون ذلك، يعرف المغرب مؤخرا، ارتفاعا في موجة الحرارة التي ضربت مجموعة من المناطق، والتي وصلت في بعضها إلى 47 درجة، دفعت بوزارة الصحة إلى تحذير المواطنين من تداعيات هذه الموجة على صحتهم. ويعتبر الاختصاصيون ضربة الشمس من الإصابات الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان، وتندرج تحت قائمة الحالات الحرجة، لأنها تؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، ما ينتج عنه فقدان السوائل والأملاح المعدنية الهامة التي يحتاج إليها الجسم، كما ينتج عنها حدوث خلل في الوظائف العصبية للمخ، وإلى تلف جزء من الدماغ فوراً، ويتبعها حدوث خلل في أداء الأعضاء، ويحدث ذلك عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى 41 درجة مئوية، وقد تؤدي حالات ضربات الشمس القوية إلى الوفاة، نتيجة الخلل الذي تسببه بأجهزة الجسم الحيوية، مثل القلب والدماغ والكبد والرئتين والكليتين، والتأخير في تقديم الإسعافات الضرورية اللازمة والعلاج السريع. ولتفادي أضرار الشمس ينصح الأطباء المواطنين بتجنب الخروج في وقت الذروة والبقاء بعيدا عن أشعة الشمس من الساعة 10 صباحا إلى الساعة 4 عصرا، وفي الحالات الملحة للخروج ينصح بوضع واق للشمس وشرب الماء الكافي مع المشي في الأماكن الظليلة، أما بخصوص التغذية فيؤكد الأطباء ضرورة تناول الأطعمة الخفيفة وسهلة الهضم والإكثار من الفواكه والخضراوات لإبقاء الجسم رطبا،كما ينصح العديد من الأخصائيين بتناول البصل لفوائده الكثيرة و المتعددة في الوقاية من ضربات الشمس و الحماية منها.