احتفاء باختتام السنة الثانية لمشروع "الإنتاج المشترك للنظافة"، نظمت"جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض" بخنيفرة حفلا تحت شعار "حي نظيف مدرسة نظيفة"، دعت لحضوره عدة فعاليات جمعوية وإعلامية وتربوية وسياسية، إلى جانب مجموعة من الشركاء والمتدخلين المحليين، حيث تقدم ذ. مصطفى تودي بورقة افتتاحية أبرز من خلالها دواعي الحفل الذي يصادف استعدادات بلادنا لاحتضان النسخة 22 من القمة العالمية للمناخ. الحفل الذي سجل حضورا متميزا، انطلق بقراءة الفاتحة على روح فقيد الجمعية ذ. بنعيسى أزمور الذي وافته المنية، خلال شهر رمضان المبارك. ثم تقدم ذ. عبدالحق سيف، رئيس فرع الجمعية، بكلمة جدد فيها تعريفه ب "مشروع الإنتاج المشترك للنظافة"، الذي يأتي في إطار اتفاقية مبرمة بين الجمعية والوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، ومؤسسة دروسوس السويسرية، والبرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية، شاكرا الشركاء والمجتمع المدني على المساهمة الفعالة في إنجاح المشروع. وقد جاء الحفل مناسبة لاستعراض منجزات المشروع، والوقوف على تجربة الحي الفلاحي وتجربة مدرسة عقبة بن نافع، في أفق أن تمتد التجربة إلى أحياء أخرى مثل حي لاسيري، حي موحى وبوعزى، حي تعاونية الأطلس، والمؤسسات التعليمية الواقعة بهذه الأحياء. ويرتكز المشروع، حسب كلمة رئيس الجمعية، على خطة عمل تشمل 22 مدينة، من بينها خنيفرة، ويمتد على مدى أربع سنوات، وفق مقاربات تشاركية ذات بعد اجتماعي وبيئي واقتصادي وتقني، ويتضمن إنجاز برنامج للتحسيس والتربية البيئية، مع استهداف مباشر لأزيد من 10 آلاف تلميذة وتلميذ و20 ألف أسرة و2000 ناشط بيئي وألف مُدرّسة ومُدرس، إضافة إلى إشراك ساكنة وفعاليات 90 حيا في عملية الإنتاج المشترك للنظافة، بينما أبرز ذ. سيف باقي أهداف المشروع، التي منها أساسا تنمية قيم التضامن والعيش المشترك، وتعبئة وتنسيق تدخلات مختلف الفاعلين والشركاء المحليين والوطنيين، مع مواكبة إحداث منظومات الفرز والجمع والتثمين المستدام للنفايات المنزلية وتنمية الجانب التضامني مع جامعي القابلة منها للتدوير، إضافة إلى تنظيم مسابقات جهوية ووطنية لفائدة الأحياء والمدارس. وبدوره استخدم ذ. حوسى جبور الشاشة الضوئية لاستعراض معضلة النفايات باعتبارها مشكلا كبيرا يتزايد يوما عن يوم، ويتسبب في مجموعة من الأضرار والأمراض ومظاهر التلوث، حيث يحاول المغرب، من خلال بذله لمجموعة من الجهود، حسب المتدخل، احتواء الاكراهات القائمة وضعف وعي المواطن بخطورة هذا المشكل، قبل انتقال المتدخل إلى التطرق لأهمية التربية البيئبة بالمؤسسات التعليمية، ولمشروع الإنتاج المشترك للنظافة والرهان المنشود من وراء فرز النفايات وتدويرها لغاية الرقي بعمل النظافة وجمالية المجال. وارتباطا بالموضوع، استحضر ذ. جبور تاريخ انطلاق مشروع "الإنتاج المشترك للنظافة" ومراحله على صعيد مدينة خنيفرة، وتجربته بالحي الفلاحي الذي صار نموذجيا بامتياز على مستوى البيئة والتحسيس والنظافة وجودة المحيط، ووحدة اللون والتزيين وصناديق الفرز والمقاربة التشاركية، كما توقف بورقته للحديث عن الجمعية الشريكة بهذا الحي التي نجحت في تفعيل مبدأ المشروع وبرامج التوعية والرحلات التكوينية. أما ذ. عزيز بلبسباس، رئيس جمعية الوفاق للتنمية بالحي الفلاحي المذكور، فركز على اختيار جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض لهذا الحي ليكون منطلقا لتجربة الأحياء المستهدفة من مشروع "الإنتاج المشترك للنظافة"، رغم عشوائيته وفقره وهشاشته، مستعرضا مختلف أوجه نجاح هذه التجربة والمراحل التي قطعتها، ومدى التزام الساكنة باعتماد عملية فرز النفايات ببيوتها وتنمية جانبها التضامني، إلى أن أضحى الحي في مستوى الأحياء النموذجية في التعاطي مع مشكل النفايات. ومن جهته تقدم ذ. العربي أخلو، مدير مدرسة عقبة بن نافع، بحصيلة المشروع وسط مؤسسته، انطلاقا من سؤال: لماذا اختيار مؤسسة تعليمية في المشروع ، وإبراز أهداف هذا المشروع من أجل الارتقاء بالفضاءات المدرسية وتنمية ثقافة التعاون وظروف عيش المواطن، وتطوير الوعي الفردي والجماعي بأضرار النفايات، مع تفعيل مفهوم النظافة والبيئة لدى التلميذ بمقاربة تربوية، كما استعرض مدى انخراط المدرسة في المشروع باعتبارها المؤسسة الأولى التي أسست ناديا بيئيا بها، وكيف تحولت إلى نموذج للمحافظة على البيئة. وبعد تذكيره بما نظمته المؤسسة من لقاءات وندوات بيئية وحملات للتشجير ورحلات إيكولوجية ومسابقات في الرسم، توقف ذ. العربي أخلو عند مساهمة هذه المؤسسة في تدوير النفايات، وفي زراعة القصب لأجل صنع سلال على يد ذ. بنعميرة لجمع النفايات وتسييج الشجيرات، قبل إشارته لحصول مؤسسته على الشهادة الفضية من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ثم بتتويجها بشارة اللواء الأخضر عن الموسم الدراسي 2015/2016 في إطار برنامج " المدارس الإيكولوجية" الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في إطار اتفاقية التعاون بين وزارة التربية الوطنية، وذلك إلى جانب 61 مؤسسة تعليمية أخرى على المستوى الوطني. وتميز الحفل الختامي بحضور طلبة، من أبناء خنيفرة، يدرسون بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال، كانوا قد قاموا بإنجاز بحث علمي حول تدبير وفرز النفايات بالإقليم عن طريق عملية اشتغال ميداني بالحي الفلاحي كحي نموذجي بوصفه المستفيد من مشروع "الإنتاج المشترك للنظافة"، ثم حي تعلالين كحي شعبي وتعاونية الأطلس، وشمل البحث العلمي تقييما عمليا واستطلاعا لآراء الساكنة حول أهمية ونجاح عملية الفرز وما تعترضها من نواقص. وبعد عرض شريط فيديو من حي الرياض بالدارالبيضاء كنموذج من أحياء استفادت من مشروع "الإنتاج المشترك للنظافة"، اختتم الحفل بتوزيع شهادات وجوائز على عدد من الشركاء وساكنة الحي الفلاحي، وعلى صاحب أجمل منزل بهذا الحي.