- 1 - عندما أغمس نهدي حبيبتي في خمسين عاصفة وعندما تَعْلَقُ بيادر القمح في فستان الريح وعندما تتخلى عن ارتفاعها جدرانُ الوجع المتمسك بأصابع القتلى المعتقلين في دورتهم الدموية وعندما تنحني يدي لتزرع أقراص الأسبرين في جمجمة الحرب التي يتقنها الرجال السيئون أستطيع أن أحشد مصانع السلاح في سيجارة واحدة لأحول النيكوتين المفترس إلى سرب بجع بعشرة ملايين جناح أستطيع أن أقسو قليلا على الرفاق الذين أُبيدوا عن آخرهم في الخنادق أستطيع أن أنزع عنهم أسماءهم الملفوفة في ورق التبغ وقلائد حبيباتهم المنقوعة في رحيق البنفسج أستطيع أن أسرق الشمس التي نضجت في عيونهم وأعبر بنظراتهم المتساقطة في برد الليل إلى بلاد الأغاني الخرساء - 2 - سأترك النافذة مفتوحة كي أبصر على مهل رجفتك العالية لست مهتما بجواربك المعلقة على ساعد الريح ولا بذلك النيزك الذي يطل برأسه من أعلى السرير ولا بحذائك الأحمر الذي يشتعل قططا على الأريكة سأترك النافذة مفتوحة حتى تعود الشمس إلى سابق عهدها تطلع من فستانك الأزرق وتضمحل خلف عينيك فأنا أتمنى حين أدخل غرفتك كل صباح أن أرفع يدي كي أبسط على صدرك غابة أرعى وحوشها وحدي أتمنى أن أصير مروض أسود أو راعي حلازين بقواقع محاطة بالبحر والياسمين أتمنى أن لا يخلف الدوار وعده وأن لا يتخلى المطر الاستوائي عن استدارته أريد أن أدثرك بعشرة آلاف أرنب وحقل وثير من الكرمب أريدك أن تتكاثري سريعا لأقيس بيدك الحارة ما تبدد من فرح سأترك النافذة مفتوحة لأضيف لعمري نهراً وزورقين وقمرا لا يخالطه الشعراء المدججين بالحجل البري والبنادق وكلاب الصيد فليس بوسعي أن أترك بحيرتك الطرية مغلقة إلى الأبد وليس بوسعي أن أسبح في مياه غير ثوبك الأزرق اللعين