يعيش قطاع المقاهي والمطاعم على مستوى مدينة الدارالبيضاء حالة من الغليان، نتيجة تفشي موجة من السخط والغضب في صفوف النادلين وعموم المستخدمين الذين يشتغلون في ظل نظام، وصفه البعض ب «العبودية» في هضم تام لحقوقهم، ووسط ممارسات ترفع من منسوب إحساسهم ب «الحكرة» المزدوجة أحيانا، مؤكدين بأنهم يعيشون يوميات عنوانها القتامة والمرارة، بين مطرقة المعيش اليومي والوضعية الاجتماعية، وسندان الاستغلال والتهديد بالطرد في حال المطالبة بتطبيق أبسط حقوق الشغل. وضعية أكد بشأنها الحسين كريم، الكاتب الجهوي لعمال المقاهي في الدارالبيضاء، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أنها مأساوية، مشدّدا أن عددا من أصحاب المقاهي والمطاعم هم مطالبون للحصول على الرخصة بمزاولة المهنة، بتشغيل 5 عمال والتصريح بهم لدى مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، واستيفاء كافة الشروط القانونية في مدونة الشغل، إلا أن المعنيين بالأمر يقومون بهذه الخطوات لفائدة أقارب لهم، في حين أن العاملين الآخرين فيكون مصيرهم العمل 13 ساعة في اليوم، وعوض التصريح ب 26 يوما مدة العمل، لا يتم التصريح إلا ب 12 أو 3 يوما، بينما تتراوح الأجرة الشهرية ما بين 800 و 1200 درهم على أقصى تقدير، مشددا أن هذه الوضعية وقف عليها المكتب النقابي التابع ل «ف د ش»، بحوالي 323 مقهى، والتي هي سائدة في أغلب مقاهي ومطاعم العاصمة الاقتصادية التي تعدّ بالآلاف، في الوقت الذي لا يشتغل فيه البعض إلا بالعقدة أو بالاعتماد على الإكراميات! وندّد الحسين كريم، بفصول الطرد التعسفي التي تشمل المطالبين بتسوية وضعيتهم القانونية، بعد 12 سنة فما فوق من العمل والتضحية، وبحرمانهم من التغطية الصحية، وعدم احترام أوقات العمل القانونية، ومطالبتهم بالاشتغال في كل وقت وحين، دون الحصول على العطلة الأسبوعية والسنوية، أو الالتزام بساعات العمل القانونية، في ظل أجور هزيلة، مطالبا بالفصل بين الأجرة الشهرية والإكراميات، لأن الأجرة مرتبطة بالعمل المقدّم، في حين أن الإكرامية هي مرتبطة بحسن المعاملة وسخاء الزبون. ورمى الكاتب الجهوي لعمال المقاهي باللائمة على مفتشي الشغل ومفتشي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، داعيا على تكثيف الحملات الشفافة لتمكين هذه الفئة من حقوقها كاملة غير منقوصة. واقع اجتماعي بتفاصيل مؤلمة، يستعد عمال المقاهي والمطاعم بالعاصمة الاقتصادية إلى مواجهته علنا والاحتجاج بصوت مرفوع، عوض الاقتصار على التنديد بواقعهم في جلساتهم الخاصة، إذ علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن مشاورات تتم في الآونة الأخيرة من أجل التحضير لوقفة غضب أمام مقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في الدارالبيضاء، للتعبير عن سخطهم وعن شجبهم لكل أشكال المعانة التي يعيشون يومياتها، وللمطالبة بتحمل الجهات المعنية لكامل مسؤوليتها في تمكينهم من كل حقوقهم المهضومة.