سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمال المقاهي في العاصمة الاقتصادية يجتمعون اليوم لوضع خارطة طريق حل مشاكلهم يعانون من الطرد التعسفي وغياب تحديد ساعات العمل وعدم الاستفادة من العطل الأسبوعية والسنوية
هل يمكنك أن تتخيل يوما في العاصمة الاقتصادية دون مقاهي؟ أو أن تجلس في مقهى دون أن تجد من يقدم لك مشروبك، الأمر وإن كان مستبعدا حاليا، فإنه يمكن أن يقع في أي لحظة بسبب الغضب الذي يشعر به بعض مستخدمي المقاهي في العاصمة الاقتصادية. فالوضعية الاجتماعية التي يتخبط فيها مجموعة من مستخدمي المقاهي، خاصة فئة النادلين، أصبحت تثير الكثير من التذمر في صفوفهم، وهو ما جعلهم يقررون عقد اجتماع اليوم في الدارالبيضاء لمناقشة المشاكل التي يتخبطون فيها. وسيخصص هذا الاجتماع لدراسة مجموعة من القضايا المرتبطة بحصيلة الحملة التي أقدم عليها مفتشو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والأجور الهزيلة التي تتراوح بين 800 م و1200 درهم، والحرمان من الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية. ومن القضايا التي سيتم التركيز عليها خلال هذا الاجتماع، حسب مصدر ل "المساء"، الإكراهات المترتبة عن الطرد التعسفي وغياب تحديد ساعات العمل وعدم الاستفادة من العطل الأسبوعية والسنوية. وقال الحسين كريم، الكاتب الجهوي لعمال المقاهي في الدار البيضاء، في تصريح ل"المساء"، إن "هناك مجموعة من النادلين يتم تشغيلهم بطريقة عشوائية دون احترام حقوقهم"، وأكد الحسين كريم، الذي كان يتحدث ل"المساء" بحسرة كبيرة "هناك من يشتغل كنادل أزيد من عشر سنوات دون أن يستفيد من أي حق من حقوق العمال التي يخولها القانون لفئة المستخدمين" ولم يستبعد المتحدث ذاته إمكانية تنظيم وقفة احتجاجية في الدار البيضاء أو الرباط، لتسليط الضوء على المعاناة الحقيقية التي يتخبط فيها عمال المقاهي، وقال "إن النادل في غالب الأحيان يوجد بين مطرقة الزبون وصاحب المقهى أو الذي يسيرها، على اعتبار أن أي غضب للزبون على الخدمات المقدمة فإن من يؤدي الثمن دائما هو النادل الذي يبقى مغلوبا على أمره، دون الحديث عن الإكراهات التي يتخبط فيها هؤلاء المستخدمون". وحسب المتحدث نفسه، فإنه يوجد في العاصمة الاقتصادية حوالي 20 ألف مقهى، ويشتغل النادلون ما يقرب من 11 ساعة وبالتناوب في المقاهي التي تفتح أبوابها بالليل والنهار، ويؤكد الكاتب الجهوي لعمال المقاهي في الدار البيضاء أن بعض النادلين لا يتوقف عملهم فقط في تقديم المشروبات للزبائن، بل إن بعضهم يضطر إلى القيام بعمليات غسل الأواني وتنظيف المقهى وهذا أمر غير معقول. وتبرر بعض الجهات ضعف أجور النادلين بحصولهم على الإكراميات من قبل الزبائن، لكن لكريم الحسين رأيا آخر، إذ يؤكد أن هذه الإكراميات تقلصت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يضاعف من محنة هؤلاء النادلين، إذ يجدون صعوبة بليغة في مواجهة متاعب الحياة التي لا تنتهي. ملف النادلين في العاصمة الاقتصادية، والتي تعرف في كل يوم تقريبا إحداث مقهى في هذه المنطقة أو تلك، من القضايا التي لابد من الانكباب عليها من قبل السلطات العمومية والحكومية لأنهم لا يطالبون بالمستحيل، بل بمطالب بسيطة جدا على رأسها الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.