"إنني أعمل نادلا في إحدى مقاهي الدار البيضاء، منذ سنوات، وأشعر ب"الحكرة" في التعامل مع القضايا الاجتماعية لهذه الفئة، فالنادل لا يجد من يدافع عنه، ولم أحترف هذه المهنة صدفة، حيث كان والدي، بدوره، نادلا في إحدى المقاهي في المدينة". هذه الشهادة لأحد النادلين في العاصمة الاقتصادية، الذين قرروا الخروج عن صمتهم والإعلان صراحة عن المشاكل الكثيرة التي يتخبط فيها القطاع، حيث قرر مجموعة منهم تنظيم وقفة احتجاجية غدا (الأربعاء) أمام مقر صندوق الضمان الاجتماعي في الدار البيضاء، الوقفة المنظمة من قبل المكتب الجهوي لنادلي عمال المقاهي بجهة الدار البيضاء الكبرى المنضوي تحت لواء اتحاد النقابات المهنية بالمغرب، سببها الإكراهات التي تعانيها فئة واسعة من نادلي المقاهي. وقال مصدر نقابي من المكتب الجهوي لنادلي وعمال المقاهي بجهة الدار البيضاء، إن مجموعة من الإكراهات هي التي دفعت إلى اتخاذ قرار تنظيم هذه الوقفة، فبعد المشاركة في المسيرة العمالية في عيد الشغل الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة قررنا تنظيم وقفة احتجاجية أمام صندوق الضمان الاجتماعي، للفت الأنظار إلى قضيتنا بعد استفادة مجموعة من عمال المقاهي من الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي". وأضاف المصدر نفسه أنه إلى جانب عدم استفادة مجموعة من عمال المقاهي من الضمان الاجتماعي، فإنهم يشتكون كثيرا من هزالة الأجور، الأمر نفسه الذي أكده بلاغ صادر عن اتحاد النقابات المهنية بالمغرب، والذي أوضح أن الكثير من الأسباب دفعت إلى اتخاذ قرار الوقفة الاحتجاجية، من بينها الأجور الهزيلة والحرمان من الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وغياب المراقبة من طرف لجنة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للمقاهي، والحرمان من التغطية الصحية، والإكرهات المتتالية بما فيها الطرد التعسفي. وبعد عمل طويل داخل بعض مقاهي الدارالبيضاء يجد النادل أو العامل نفسه مطرودا عن العمل لأتفه الأسباب، وهو الأمر الذي يشعر الكثير منهم بالغضب، ويؤكدون أن هذه الحرفة لا تجد من يدافع عنها، ما يستدعي فتح ملف هؤلاء العمال بكل جدية، وأوضح مصدر "المساء" أن الوقفة لن تكون الأخيرة لتسليط الضوء على مجموعة من مشاكل عمال هذا القطاع. ويعتبر بعض عمال المقاهي أنهم الحلقة الأضعف في هذا القطاع، ففي الوقت الذي تدر بعض المقاهي الملايين من السنتيمات فإنهم يتخبطون في الكثير من المشاكل المادية. وينوي مجموعة من عمال المقاهي التجند للدفاع عن ملفاتهم الاجتماعية بعد صمت دام لسنوات طويلة. وارتباطا بالمقاهي في الدار البيضاء، فرغم الحملات الكثيرة التي تخوضها سلطات المدينة، من حين إلى آخر، لاستئصال ظاهرة احتلال الملك العمومي، فإن بعض المقاهي ما تزال مصرة على "استعمار" الملك العمومي في وسط المدينة والمناطق المحيطة، وهو ما يثير استياء عارما لدى مجموعة من المواطنين، كما أن بعض المقاهي ورغم الحملات من حين إلى آخر الرامية إلى وضع حد لظاهرة الشيشا، فإنها تستمر في تقديمها إلى زبائنها.