يمكن القول إن المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والفتح الرباطي، برسم الدورة 26 من الدوري الاحترافي، والتي كانت تستحق حضورا جماهيريا أكبر، كانت مباراة قوية اتسمت بالاندفاع والسرعة. وعرفت منذ بدايتها اندفاع العناصر الرباطية التي جاءت إلى أكادير بعزم أكيد لخطف نقاط الفوز. بل يمكن القول بأن هذه المباراة انعكست فيها الآية، حيث شاهدنا أن الاندفاع الهجومي فيها كان لفريق الفتح، الذي أرغم الفريق الأكاديري على التراجع إلى الخلف، ليضغط علية طيلة الشوط الأول في نصف ملعبه، وبالأخص من الجهة اليمنى التي يتواجد بها مراد باتنة الذي أتعب مدافعي فريقه السابق، وأظهر لهم «حنة يديه». فخلال الشوط الأول، كان هناك منذ البداية اندفاع للفريق الرباطي، الذي احتل نصف الميدان الأكاديري وبادر إلى الضغط على مرمى العائد فهد لحمادي، الذي كان كالعادة عنصر اطمئنان في فريقه. وهكذا شاهدنا عمليات متواصلة لعناصر الفتح، والتي كانت تنطلق من تحركات باتنة، الذي مورست عليه رقابة لصيقة من تاحلوشت، مما أتاح له الحصول على عدد من الضربات الثابتة، كان كل مرة يتكفل بتنفيذها، لكن دون نتيجة تذكر. لتبقى أهم عملية للرباطيين خلال هذا الشوط هي تسديدة لسكوما ضاعت في الأعالي. وقبلها كانت هناك فرصة متاحة ضاعت من المهدي الباسل، الذي كاد أن يوقع على هدف السبق، لولا التدخل الحاسم لفهد لحمادي. وبالمقابل بقيت تحركات لاعبي الحسنية محدودة، والذين تبقى أهم فرصة لهم خلال هذا الشوط «انفلاتة» لحفيظ ليركي، الذي كان متجها صوب مرمى الحواصلي، وتم إيقافه بقوة، وبعنف كذلك، من طرف مهدي خالص، لتنتهي فعاليات هذا الشوط بالبياض. الشوط الثاني من المباراة كان أكثر قوة واندفاعا من الفريقين، وشهد تحركا ملموسا للمحليين، مع استمرار ضغط عناصر الفتح، مما أتاح خلق فرص من الطرفين. فباتنة من الجهة اليمنى، إلى جانب الناهيري والكناوي مارسوا ضغطا قويا على خط الدفاع الأكاديري، الذي تحمل عبء هذه المباراة. وسيثمر هذا الضغط، في حدود الدقيقة 70، هدف السبق من ضربة جزاء أعلن عنها حكم المباراة كريم صبري، إثر لمسة للكرة باليد من سعيد زيدي لصد قذفة للكناوي. ضربة الجزاء سيحولها إلى هدف مراد باتنة على مرحلتين، بعد أن صد لحمادي قذفته الأولى. وبمجرد تسجيل هذا الهدف بدأنا نشاهد الصورة، التي نعرف بها الفريق الأكاديري، الذي استعاد فاعليته الهجومية، وبدأ يضغط بقوة على المعترك الفتحي، وهو ما سيمكنه، بعد دقيقتين من تسجيل الهدف الأول، من أن يسجل هدف التعادل من رأسية قوية لمدافعه المحوري فودي كمارا. واشتعلت المباراة مجددا بين الطرفين، مما جعلها تعرف نهاية شوط جد ممتعة. فالفريق الرباطي كان يبحث، وبأية وسيلة، عن هدف يحقق به الانتصار، وهو الأمر الذي يفسر ربما «اللخبطة» التي وقع فيها مدرب الفتح وليد الركراكي في عملية التغييرات، التي أقحم فيها اللاعب محمد فوزير كبديل للكناوي، والذي لعب 10 دقائق فقط ليتم تعويضه بنبيل باها، مما جعله يعبر عن غضبه الشديد من هذا التغيير الصادم. مقابل هذا كاد الفريق الأكاديري، الذي استعاد فاعليته الهجومية بعد تسجيله لهدف التعادل، أن يسجل هدفا قاتلا، خلال الوقت بدل الضائع، وذلك من هجوم سريع قاده ليركي وانتهى برأسية أخرجها الحارس الحواصلي إلى الركنية، والتي لم يتمكن الفريق الأكاديري من تنفيذها، لأن حكم المباراة صبري قرر أن ينهي الأمور عند هذا الحد.