المباراة بين حسنية أكادير والفتح الرباطي، برسم الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية، جمعت بين نقيضين. فالفريق الرباطي يحتل زعامة الترتيب، ويتوفر على ترسانة من اللاعبين المتميزين، فيما الفريق الأكاديري الذي «شغلته» الأجندة الانتخابية عن عقد جمعه العام الاستثنائي، يتذيل الترتيب، ولم يتمكن بعد من إيجاد إيقاعه العادي، لأنه ببساطة تعاقد هذا الموسم مع أسماء تثقل كاهل الفريق أكثر من أن تقدم له أية خدمة نوعية. الشوط الأول من المباراة كان عنوانه الحذر، الزائد أحيانا، خصوصا من الفريق الأكاديري، الذي كان هاجسه الأكبر تجنب استقبال هدف أكثر من البحث عنه. وقد اقتصر اللعب خلال هذا الشوط على منطقة الوسط، التي كان الفريق الرباطي متفوقا فيها. وقد ضاعت من المحليين، خلال هذا الشوط محاولتان بواسطة باتنة، الذي سدد عاليا بدلا من أن يمرر لزميله ليركي، وأخرى ضاعت بين هذا الأخير وأوسمان سار، الذي كان عطاؤه جد متواضع. فيما الفريق الرباطي كاد خلال الدقائق الأخيرة من هذا الشوط أن يوقع على هدف السبق، مستغلا حالة الارتباك التي كان عليها خط الدفاع المحلي. وسيفرز هذا الوضع هدف السبق، الذي سيجله بدر كشاني في حدود الدقيقة 38. وحاول الأكاديريون الرد بقوة على هذا الهدف من كرة ثابتة، على المشارف، نفذها باتنة واصطدمت كرته بالعارضة الأفقية. وخلال الشوط الثاني استمرت مظاهر الارتباك في المعترك الأكاديري، وكاد الرباطيون أن يضيفوا هدفا ثانيا بواسطة كل من أسامة حلفي، وبوخريص، وكشاني. لكن خلال النصف الثاني من هذا الشوط تمكن المحليون من العودة في المباراة، ومارسوا ضغطا متواصلا ومكثفا على مرمى عصام بادة. وهكذا سيستفيدون، في حدود الدقيقة 71 من ضربة جزاء، أعلن عنها الحكم الزداني في وضعية غير واضحة، وسيتكفل باتنة بترجمتها إلى هدف. تسجيل هذا الهدف سيدفع الأكاديريين إلى مزيد من الاندفاع الهجومي، مما زاد من حدة الاحتكاك البدني بين لاعبي الفريقين. وفي غمرة البحث عن هدف ثان، أعلن الحكم الزداني، عن ضربة خطأ، في وضعية غير واضحة لفائدة الفريق الرباطي. وقد نفذها صاحب الاختصاص محمد بنشريفة وحولها إلى هدف رائع في غفلة من الجدار الأكاديري، ليقبر آمال المحليين ومدربهم مصطفى مديح، الذي بدأت بصماته تظهر على أداء الفريق، الذي تحتاج مكوناته وجمهوره إلى البعض من الصبر حتى يتحرر لاعبوه. كما تبقى هناك ضرورة، خلال فترة الميركاتو، لتعزيز صفوف الفريق ببعض قطع الغيار، التي من شأنها إضافة نقلة نوعية.