انطلقت أمس بفضاءات صهريج السواني بمكناس فعاليات الدورة الحادية عشرة للملتقى الدولي للفلاحة ، حيث يتنافس أزيد من 1200 عارض يمثلون 60 دولة لتقديم جديد منتوجاتهم وأنشطتهم في القطاع . ويتوقع المنظمون أن تستقطب الدورة الحالية التي تقام في الفترة ما بين 26 أبريل و فاتح ماي المقبل حوالي 850 ألف زائر . ويمتد الملتقى على مساحة تصل إلى 17 هكتارا، ويضم 9 أقطاب. وتأتي هذه الدورة، في سياق موسم فلاحي صعب ينذر بتراجع المحصول الزراعي بشكل عام وزراعة الحبوب بشكل خاص، التي يتوقع لها بنك المغرب ألا تتجاوز 38 مليون قنطار عوض 70 مليون قنطار التي بنت عليها الحكومة قانونها المالي. وتفيد تصريحات بعض الفلاحين الذين استقينا آراءهم ، أن الانطلاقة العسيرة للموسم الفلاحي الراهن ستؤثر سلبا على مجموعة من سلاسل الانتاج خصوصا في المناطق البورية التي تأثرت سلبا بسبب تأخر التساقطات أو شحها ، وهو ما يجعل إقبال الفلاحين على الملتقى مختلفا عما شهدته الدورة السابقة التي تزامنت مع موسم فلاحي استثنائي. وتدور التيمة الرئيسية للملتقى هذا العام حول مواجهة التحديات المرتبطة بالفلاحة وعلى رأسها التغيرات المناخية و تدبير ندرة المياه و معالجة التربة الفلاحية، والاستعمال المعقلن للماء والسماد ومنتجات الصحة النباتية، والحد من تأثيرات الأنشطة الفلاحية على المحيط البيئي، وإنتاج الطاقات المتجددة انطلاقا من النفايات الفلاحية، والإنتاج بطريقة مستدامة.. واختار الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته الحادية عشرة رفع رهان معالجة إشكالية التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الفلاحي، بالنظر إلى الراهنية الدولية التي تكتسيها خاصة مع احتضان المغرب خلال شهر نونبر القادم المؤتمر الدولي حول المناخ بمراكش. بحيث تعتبر هذه الإشكالية من ضمن أولويات الدورة الحادية عشرة لهذا الموعد الفلاحي، والتي فرضتها التحديات التي تواجهها الفلاحة نتيجة التغيرات المناخية. ويركز الملتقى أيضا، على موضوع الفلاحة المرنة والمستدامة، حيث تم اختيار هذا الموضوع استجابة لانشغالات القطاع. و في هذا الصدد، قال جواد الشامي المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس إن إنتاج طاقات متجددة عبر استغلال المخلفات الفلاحية وتحقيق إنتاج مستدام وتحسين عيش الفلاحين، يعد من بين التحديات التي يروم المعرض الدولي للفلاحة بمكناس بلوغها. وأضاف الشامي أن التحديات التي تواجه الفلاحة، تتمثل خصوصا في تدبير الأراضي الفلاحية والحفاظ على الموارد المائية وترشيد استعمالها والحد من التأثيرات البيئية السلبية على النشاط الزراعي. وأبرز المندوب أن هذه الدورة المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، ستتميز ببرنامج حافل سيتمحور بالخصوص حول تقاسم نتائج الأبحاث والتجارب من خلال عروض ومداخلات ستقدم من طرف العديد من الخبراء خلال الندوات والمؤتمرات إلى جانب توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بمشاركة الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين. وتقام التظاهرة على مساحة 172 ألف متر مربع منها 80 ألف متر مربع مغطاة وفضاء لركن أزيد من 3000 سيارة، و تمتد فضاءات المعرض على 9 أقطاب تتوزع بين «قطب الجهات» و»قطب المؤسسات والمحتضنين» و»القطب الدولي» و»قطاب المنتجات» و»قطب المعدات واللوازم الفلاحية»، و»قطب الطبيعة والحياة» و»قطب المنتجات المحلية» و»قطب تربية المواشي» و»قطب الآلات والفلاحية». وتحل دولة الامارات العربية المتحدة كضيف شرف على هذه الدورة، وتربط دولة الامارات والمملكة المغربية علاقات شراكة مند فترة طويلة، نظير برامج التعاون الثنائي التي أسهمت في تطوير علاقتهما الاقتصادية. وحققت التجارة الخارجية المغربية قفزة حقيقية بانتقالها من 300 مليون درهم سنة 2000 الى حوالي 4.1 مليار درهم سنة 2014 دون احتساب الاستثمارات الأجنبية. وتعتبر دولة الامارات العربية المتحدة ثالث مستثمر أجنبي بالمغرب وأول بلد عربي مستثمر في المملكة، وتجمع البلدين أكثر من 60 اتفاقية تعاون في قطاعات مختلفة منها الفلاحة والصناعة والسياحة.