حاول وليد الركراكي، مدرب الفتح الرباطي، أن يربط أسباب الرتابة التي طبعت مباراة فريقه ضد الدفاع الجديدي، برسم الجولة 22 من الدوري الوطني الاحترافي، بما وصفه «سوء أرضية ملعب العبدي»، قبل أن تحرجه أسئلة ممثلي وسائل الإعلام خلال الندوة، التي أعقبت المباراة ليؤكد بأن النهج التكتيكي الذي اعتمده، هو الذي ساهم في حرمان الجمهور من الفرجة، ليقدم اعتذاره لكل من شاهد المباراة. وأكد الركراكي بأنه تعلم عدة دروس من الدوري الوطني جعلته يغير نهجه التكيتكي، الذي كان يعتمد على الفرجة، إذ أصبح همه الوحيد هو تحقيق النتائج، قبل أن يوجه انتقاده للمتصدر الوداد البيضاوي، حيث قال «تابعت مباراة سجل فيه الفريق هدفا من ضربة خطأ، وأقفل منافذ اللعب وهذا الفريق هو الذي سيفوز باللقب»، بل وصرح بأنه لا يهمه انتقاد أسلوب لعبه بقدر ما يهمه جمع النقط، وقال الركراكي إن «البطولة المغربية إذا ما تابعتها تصاب بالحمق، نظرا لتذبذب النتائج، فلا يعقل أن يحتل أولمبيك خريبكة الموسم الماضي الرتبة الثانية ويفوز بلقب كأس العرش ويصبح هذا الموسم من أكبر المرشحين للنزول إلى دوري الدرجة الثانية.» أما عبد الرحيم طاليب، مدرب الدفاع الجديدي، فقد اعتبر نفسه غير محظوظ، بالنظر إلى قوة المباريات التي خاضها الفريق منذ إشرافه عليه، حيث جمعته بأصحاب المراتب الأولى، في إشارة إلى الوداد واتحاد طنجة والفتح الرباطي، فضلا عن الأعطاب التي حالت دون استفادة فارس دكالة من خدمات مهاجم رأس حربة طيلة مباريات عديدة، ويتعلق الأمر بالسينغالي ممادو نيانغ، بالإضافة إلى المرض المفاجئ الذي غيّب العميد زكريا حدراف عن ذات المباراة. واعتبر طاليب أن حظوظ الدفاع الجديدي في ضمان مكانته ضمن قسم الكبار مازالت قائمة، خاصة وأنه سيستضيف الأندية المنافسة معه على تفادي النزول، يقصد كلا من أولمبيك خريبكة والمغرب الفاسي والمولودية الوجدية. وكان الدفاع الجديدي قد سقط في فخ التعادل السلبي بميدانه أمام، ومن ثمة ضيع أشبال طاليب نقطتين بملعب محمد العبدي، كانوا يراهنون عليهما كثيرا لمواصلة مسلسل الهروب من منطقة الخطر المؤدية إلى القسم الثاني . واعتمد طاليب على مبدأ الأمان، حيث اضطرته الغيابات الوازنة إلى تغيير مواقع بعض اللاعبين للحفاظ على التوازن داخل مجموعته، حيث زج بأربعة لاعبين في وسط الميدان في الدفاع، ولاعبين فقط في جبهة الهجوم هما أزارو ونناح، مما يعني ضمنيا أنه كان يسعى للخروج بأقل الأضرار أمام فريق قوي حضر إلى الجديدة مراهنا على العودة بنتيجة إيجابية تبقيه في دائرة المنافسة على اللقب. وشهد وسط الميدان صراعا كبيرا بين لاعبي الفريقين، مما أسقط المباراة مبكرا في رتابة قاتمة فغابت الجرأة الهجومية عن الجانبين، حيث تفوق المدافعون على المهاجمين في الشوط الأول الذي سجل فرصة واحدة يتيمة للدفاع. وتلقى فارس دكالة ضربة موجعة في حدود الدقيقة 33، إثر تعرض ظهيره الأيسر النشيط أنور جيد لإصابة بليغة على مستوى الركبة قد تنهي موسمه مبكرا، اضطرت المدرب طاليب إلى اللجوء إلى « الترقيع « بإقحامه للبديل بلعروصي في الدفاع الأوسط، وتكليف العميد أكردوم بشغل الرواق الأيسر. وكعادته اعتمد الفتح على المرتدات الخاطفة، التي كان يقودها نجمه مراد باتنة، الذي خلق مشاكل لدفاع الجديدي، وكاد في إحدى المناسبات من ضربة رأسية أن يخدع الحارس خالد العسكري. وأمام التغطية الدفاعية المحكمة التي فرضها الزوار، اضطر أصحاب الأرض إلى الاعتماد على التسديد من خارج منطقة العمليات، كأحد الحلول لإحراز هدف الامتياز، حيث جرب كل من الحسناوي، واتارا وكوليبالي حظهم، إلا أنهم وجدوا في طريقهم حارسا متمرسا تفوق في صد كل التسديدات. لينتهي هذا اللقاء بنتيجة البياض، وهو بالمناسبة التعادل رقم 12 هذا الموسم للدفاع الجديدي، الذي واصل مسلسل إهدار النقاط خاصة على أرضه وأمام جمهوره. المباراة تابعها ما يناهز 300 من الجماهير من بينها 40 عنصرا من أنصار فريق العاصمة لم تترك في خزينة الفريق سوى 10000 درهم، لم تكف حتى لتسديد مصاريف اللقاء.