الوداد البيضاوي الدفاع الحسني الجديدي صدام من نار بين فرسان طاليب وأشبال بنشيخة العودة لمركب محمد الخامس هل تخدم مصالح الفريق الأحمر؟ مباراة صعبة وقوية تلك التي ستجمع يومه الإثنين الوداد البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي برسم ربع نهائي كأس العرش، وذلك بالنظر لتقارب مستوى الفريقين وكذا للعناصر المتميزة التي تتواجد في كلي الجانبين، وهو ما يغري بالفرجة والمتعة على مستوى الأداء، وتبقى المواجهة مفتوحة على كل الإحتمالات لكنها من دون شك ستذكرنا بالمباريات الكبيرة التي جمعت بين الفريقين عبر التاريخ سواء بمنافسات البطولة الوطنية أو مسابقة كأس العرش التي لا تقبل بأنصاف الحلول، حيث الضرورة تفرض متأهلا واحدا للمربع الذهبي، فمن سيكون يا ترى ذلك الفريق المحظوظ؟ وضعية مختلفة يأتي هذا الصدام بين فرسان القلعة الحمراء وممثل منطقة دكالة في وقت يمر فيه الفريقان بظروف مختلفة، إذ تمكن الدفاع الجديدي من تحقيق نتائج إيجابية منذ انطلاق الموسم الرياضي الحالي تحت قيادة المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة وآخرها الفوز على فريق المغرب الفاسي بهدف نظيف وهو ما مكنه من الصعود للمرتبة الثالثة برصيد ثماني نقط، وبالمقابل لا يوجد فريق الوداد بأفضل حالاته بعد أن تعرض لهزيمتين متتاليتين على مستوى البطولة أمام كل من حسنية أكادير والكوكب المراكشي، وبالتالي فإن معنويات الدكاليين تبدو أفضل قبل موعد هذه القمة، وإن كانت العناصر الودادية ترغب بدورها في تحقيق الإنتفاضة على حساب الفريق الدكالي واستغلال هذه المباراة للمصالحة مع جماهيرها الغاضبة. بروفة البطولة الفريقان يعرفان بعضهما البعض بشكل جيد، حيث سبق أن إلتقيا في أولى دورات البطولة بملعب العبدي وانتهت المواجهة بالتعادل السلبي مع أن تلك المباراة كانت مفتوحة على كل الإحتمالات ليبقى التعادل نتيجة منطقية ومنصفة للطرفين، إلا أن مباراة الكأس تبقى لها طبيعتها ونكهتها الخاصة، هذا بالإضافة للظروف التي تأتي فيها هذا الموسم، حيث استعاد الفريق الدكالي الكثير من مقوماته الفنية مع الإطار الجزائري وهذا ما يجعل من هذه المباراة قمة على كل المستويات. العودة لمركب محمد الخامس سيستفيد فريق الوداد من امتياز الإستقبال داخل قواعده بمركب محمد الخامس بعد أن سمح مجلس المدينة وإدارة المركب لقطبي العاصمة الإقتصادية بخوض منافسات كأس العرش فوق أرضيته وفتحه بشكل مؤقت لتجنب أي اضطراب على مستوى هذه المنافسة بعد الإرتباك الذي حصل سابقا على مستوى برمجة مباراة الوداد مع الفتح الرباطي، ومن دون شك فإن هذا الإجراء سيخدم مصالح الفريق البيضاوي بالدرجة الأولى وإن كانت منافسات الكأس لا تخضع لهذا المنطق مع العلم أن الفريق الدكالي قد عودنا على تقديم مبارايات كبيرة بمركب محمد الخامس. مفاتيح اللعب يبدو الفريق الجديدي أكثر استقرارا على مستوى التشكيلة التي يعتمد عليها المدرب عبد الحق بنشيخة بعد أن اتضحت لديه التشكيلة الرسمية بشكل كبير وهذا ما ساعد الفريق على تحقيق انطلاقة جيدة هذا الموسم ويتميز الفريق الدكالي بقوة خط دفاعه بقيادة أحمد شاكو ووسط ميدان متميز بتواجد النقاش وكادوم كعنصري ارتكاز ثم قرناص للربط مع الخط الأمامي الذي يتألق فيه القناص زكرياء حدراف إلى جانب تواجد لاعبين أفارقة متميزين يشكلون بدورهم القوة الضاربة لأصدقاء العميد صعصع، كما يتوفر الفريق كذلك على بنك احتياطي مهم بإمكانه صنع الفارق، وبالمقابل فإن فريق الوداد يفتقد حاليا لهذه المقومات، إذ ما زال المدرب عبد الرحيم طاليب يبحث عن التشكيلة القارة خاصة مع غياب بعض الثوابت ومنها المدافع هشام لعمراني ولاعب الوسط سعد فتاح بسبب عقوبة التوقيف، هذا مع احتمال غياب الحارس لمياغري كذلك و هو ما سيطرح العديد من المشاكل للمدرب طاليب الذي قد يستنجد بعناصر منتخب الشبان الأكثر جاهزية حاليا وخاصة على مستوى خط الوسط ومنهم أصباحي ووليد الكارتي. هل تستمر المقاطعة الجماهيرية؟ هو السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح كبير في هذه الظرفية التي يمر منها فريق الوداد البيضاوي الذي يبقى بحاجة ماسة لدعم جماهيره من أجل اجتياز هذه المرحلة وبلوغ المربع الذهبي الذي يجعله أكثر قربا من المنافسة على هذا اللقب، ومن دون شك فإن هذه المقاطعة الجماهيرية لمباريات مركب محمد الخامس كان لها التأثير السلبي على نتائج الفريق ومردودية العناصر الودادية التي افتقدت للدعم والمساندة، وهذه المباراة أمام الفريق الجديدي تعتبر فاصلة وحاسمة، وبالرغم من استضافة الوداد فوق ملعبه إلا أن المداخيل تقسم مناصفة بين الفريقين، وبالتالي فإن المنطق يفرض حضور الجماهير الودادية وعدم تخليها عن فريقها تحت أي مبرر، وهذا ما ننتظره في هذا اللقاء الشبه محلي والذي يغري بالمتابعة وأيضا بالفرجة والمتعة سواء داخل رقعة الملعب أو بالمدرجات، حيث ننتظر جميعا حضورا مكثفا لجماهير الفريقين. نتمنى أن تسود الروح الرياضية أجواء هذه المباراة وأن يعبر الفريق الأفضل للمربع الذهبي.