مواجهة حاسمة لتحديد أول المؤهلين للنهاية الحالمة بطموح واحد وهاجس مشترك وهو تجاوز حاجز النصف ومن ثمة بلوغ المباراة النهائية الحالمة لكأس العرش، يلتقي النادي المكناسي والدفاع الحسني الجديدي يوم الأحد القادم وجها لوجه بالمركب الشرفي بمكناس في اصطدام كروي حاسم لا يقبل القسمة على اثنين، أبناء العاصمة الإسماعيلية الذين استعادوا مجددا مكانتهم هذا الموسم ضمن البطولة الوطنية الإحترافية التي وقعوا خلالها على بداية مشجعة،يتطلعون للإستمرار في مسارهم الإيجابي في منافسات الكأس التي يحلمون للفوز بها لثاني مرة بعد الأولى لعام 1966، غير أن مهمة الكوديم لن تكون بكل تأكيد سهلة أمام خصم دكالي عنيد ومشاكس يتطلع بدوره إلى تخطي عقبة نصف النهاية ومواصلة مطاردة حلم أخفقت كل الأجيال الكروية السابقة للفريق في تحقيقه وهو القبض على أول لقب في تاريخ النادي منذ تأسيسه في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وهو ما ينذر بمواجهة متكافئة ومفتوحة على كل الإحتمالات، قد تحسم لهذا الطرف أو ذاك بجزئيات صغيرة. مسار بدون خطإ وصول النادي المكناسي والدفاع الحسني الجديدي إلى نصف نهاية كأس العرش لم يأت بمحض الصدفة، بل هو نتاج طبيعي لمجهود كبير بذله الفريقان خلال المراحل الإقصائية السابقة، حيث عانيا الأمرين قبل بلوغ المربع الذهبي، الكوديم أقصى على التوالي كل من الإتحاد البيضاوي (10)، وأولمبيك آسفي بالضربات الترجيحية وإتحاد المحمدية بحصة هدفين مقابل واحد، فيما تجاوز الدكاليون ثلاثة أندية من مختلف الأقسام، وهي إتحاد بلدية أيت ملول بشق الأنفس بالضربات الترجيحية، ثم النادي البلدي لتولال الذي لم يستسلم إلا في الشوطين الإضافيين، وأخيرا شباب الريف الحسيمي بهدفين لواحد، علما أن كل هاته المباريات الثلاث أجراها الدفاع بملعبه وأمام جمهوره، في حين خاض النادي المكناسي مبارتين من أصل ثلاث مواجهات على أرضه، وكان من الطبيعي جدا أن تكبر طموحات وأحلام الفريقين مع توالي الإنتصارات التي رفعت من مؤشر الثقة لدى عناصرهم ومنحتهم قوة دفع معنوية، لذلك ستكون بكل تأكيد مباراة الكوديم/الدفاع القادمة مخالفة تماما لسابقاتها شكلا ومضمونا، لأن رهانهما الكبير هذا الموسم على الأقل بلوغ نهائي كأس العرش الذي سيمكنهما من ضمان حضورهما في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي كوصيفين للوداد أو الماص اللذين ضمنا مشاركتهما في المنافسات الخارجية. الكوديم والدفاع في الميزان بإلقائنا نظرة على مسيرة الفريقين المكناسي والجديدي داخل البطولة الوطنية الإحترافية في أول موسم لها،تبدو وضعية الدفاع والكوديم متشابهة بعض الشئ،مع امتياز طفيف للدكاليين على مستوى الحصيلة الرقمية،وهو أمر طبيعي نظرا للتركيبة البشرية المتمرسة الحالية التي يتوفر عليها فارس دكالة والذي راكمت عناصره المحلية تجربة محترمة في بطولة الصفوة خلال السنوات الأخيرة،فضلا عن توفره على مدرب محنك غير الكثير من الأشياء داخل الفريق الذي استعاد هويته التي كان قد افتقدها في آخر موسم، غير أن نتائج الدفاع عرفت في الدورات الأخيرة هبوطا حادا وتراجعا غريبا حير جماهيره وهواة الرهان الرياضي، حيث مني بهزيمتين متتاليتين في البطولة كانت آخرها بملعبه ضد شباب المسيرة. بالمقابل فارس الإسماعيلية والذي استعاد مكانته الطبيعية بقسم الأضواء، يبدو أنه إستأنس بسرعة مع أجواء الكبار وقدم أوراق إعتماده كواحد من الفرق الشابة والمشاكسة التي من شأنها أن تخلق بعض المتاعب للسواعد الكبرى للبطولة الإحترافية هذا الموسم، باعتماده على أسلوب جماعي فعال نجح من خلاله حتى الآن في كسب نقاط مهمة بوأته مرتبة آمنة في وسط الترتيب مع مباراة ناقصة ضد الوداد البيضاوي، وقد أكدت التجارب أن منافسات الكأس تختلف كثيرا عن البطولة،حيث تنتفي فيها كل التصنيفات والفوارق، وتكون الكلمة الفيصل لأرضية الملعب على امتداد زمن المباراة. قمة مفتوحة على كل الإحتمالات باغتت لجنة البرمجة قبل عطلة العيد الفريقان الدكالي والمكناسي بتحديد يوم الثلاثاء 15 نونبر الجاري بموعد إجراء مبارتي نصف نهاية الكأس الفضية، مما أربك حسابات مدربيهما، الفريق المكناسي الذي غاب عن أجواء التباري منذ أزيد من أسبوعين بحكم تأجيل مباراته في الدورة السابعة أمام الوداد البيضاوي لإلتزامات هذا الأخير بنهائي عصبة الأبطال الإفريقية،عمد طاقمه التقني بقيادة الإطار الوطني عبد الرحيم طاليب إلى برمجة أربع مباريات ودية ضد فريق محلية(وسلان، جرسيف، تولال) وأمل الكوديم، وذلك للحفاظ على اللياقة التنافسية للاعبين، مع برمجة حصص صباحية للرفع من منسوب اللياقة البدنية للفريق ككل،في مقابل ذلك فريق الدفاع الجديدي وبعد إجرائه لآخر مباراة ضد شباب المسيرة وإستفادة عناصره من عطلة العيد لمدة ثلاثة أيام، باشر تداريبه منذ يوم الأربعاء المنصرم بالغولف الملكي بالحوزية (ضاحية الجديدة) في أجواء عادية، حيث عمل المدرب جواد الميلاني من موقعه أولا كمربي على ترميم معنويات لاعبيه بعد الهزيمة القاسية التي تجرع مرارتها فارس دكالة في آخر دورة بميدانه ضد شباب المسيرة،مع إصلاح بعض الأخطاء والهفوات التي أفقدت الفريق توازنه في الدورات الأخيرة، من أجل تجاوزها في مباراة نصف النهاية الحاسمة، ويتطلع الممثل الأول للعاصمة الإسماعيلية إلى بلوغ نهائي كأس العرش الذي غاب عنه منذ موسم 1981، وذلك عبر بوابة الدفاع الحسني الجديدي الذي بدوره خاض آخر نهاية للكأس الفضية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ومن ثمة ضمان حضوره في منافسات كأس الكاف، ويراهن الكوديم على عاملي الأرض والجمهور وكذا خبرة مدربه طاليب الذي سيكون في مواجهة أصدقاء الأمس لكسب الرهان، وهو نفس الطموح الذي يراود أبناء دكالة الذين يؤمنون بحظوظهم كاملة لبلوغ النهاية لحالمة ومواصلة مطاردة حلم مصافحة أول لقب في تاريخ النادي،ومن المؤكد أن جزئيات صغيرة سيكون لها دور كبير في حسم نتيجة هاته المواجهة الحارقة.