حدث أمر غير عادي، يوم السبت الماضي، بملعب الأب جيكو بالدارالبيضاء، أثناء إجراء مباراة بين فريقي الراسينغ البيضاوي وشباب هوارة برسم الدورة 20 من بطولة القسم الوطني الثاني. الحدث وقع أمام أعين الجمهور، اللاعبين، المدربين،الحكام.. وأمام أعين رجال الأمن. رئيس فريق شباب هوارة، اسمه «الهبزة»، ثار في وجه صحافي يشتغل في «راديو مارس»، وانهال عليه بكل «هبزته وعنتريته» بالسب والقذف، وهدده، ونال من شخصه ومن كرامته، ناعثا إياه بأقبح الأوصاف،مشركا معه كل وسائل الإعلام والصحفيين الذين لم يسلموا بدورهم من «هبزات» الرئيس الهبزة من قبيل: «انتوما الصحافيين كلكم بحال بحال.. رشايوية كتبيعو وتشريو.. ». حدث كل ذلك، لأن الزميل تمسك بمهنيته وهو يعلق على إعلان الحكم عن ضربة جزاء لصالح الفريق المنافس.. لم يبادر إلى تقييم القرار، أو الحكم عليه.. تحدث ووصف ما كان يجري أمامه بكل تجرد وكل حياد.. الأمر الذي لم يعجب «الهبزة» وذهب صوب الصحفي في محاولة لتوجيهه، بل وسمع وهو يصرخ في وجهه «علاش ما تكولش راه ماكاينة ضربة جزاء ماوالو.. كول باللي الحكم أهداها للراك..» مثل ذاك الحدث غير العادي وغير المقبول، يتكرر كل سبت وأحد في ميادين مباريات كرة القدم، وغيرها من الرياضات الأخرى. في كل مناسبة، يتم سب الصحافيين، يتم تحقيرهم وإهانتهم.. والحديث هنا عن حاملي المكروفونات الإذاعية بالتحديد، الذين يجدون أنفسهم بدون حماية أثناء قيامهم بواجبهم.. في المنصات الصحافية، نادرا ما يجدون لأنفسهم مكانا أو مقعدا، وحتى إن نجحوا في العثور عليه، فلا مكان لأجواء عمل ملائمة.. غرباء في المنصة، غياب أي فاصل أو حاجز عن الجمهور.. وصعوبة في التقاط صوت الإذاعة أو في تمرير الإرسال وبعثه.. يبقى أمام ذلك، النزول إلى أرضية الملعب هو الحل البديل.. هناك أيضا، أناس (مثل الرايس الهبزة) لايعجبهم وجود أصحاب الراديو قريبا منهم.. دون الحديث عن مخاطر التعرض لما يتم رميه من المدرجات، والتعرض لأشعة الشمس والأمطار.. كل ذلك يحدث أمام لامبالاة من الساهرين على تنظيم المباريات.. ويحدث في غياب اهتمام مسؤولي الإذاعات نفسها، التي تكتفي في غالب الأحوال بالدفع بصحافييها لميادين أصبحت تستحق لقب «ميادين الرعب»، ومنحهم «بورتابلات» فقط من أجل إيصال الصوت، دون المبادرة لدعمهم ومساندتهم حين يتعرضون لمثل تلك المواقف غير العادية! الحديث نفسه والمعاناة نفسها ينطبقان على حاميلي الكاميرات من مصوري القنوات التلفزية، والمصورين الفوتوغرافيين.. الجميع يعاني في ملاعب للأسف، بدأ يؤتثها و«يتعنتر» داخلها أشخاص سقطوا بالمظلة على مجال الرياضة.. وأشخاص معروفون بسوابقهم العدلية، وجهلهم وأميتهم، امتلكوا مفاتيح فرق رياضية لاستغلالها ماكياجا ربما يمسح عن وجوههم ما علق من ندوبات مسارات مظلمة.. لم تكن أبدا مرتبطة بما هو رياضي نبيل! بالأمس، خيري يوجه صفعة مدوية للصحافة الرياضية، ولا يتردد في الكشف عن إسم وصفه بأقبح النعوث.. واليوم، يعود الهبزة للتهكم والسب والتهديد في حق زميل آخر.. ننتظر تحركا جديا لأجهزتنا المسؤولة.. الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، الرابطة المغربية للصحافة الرياضية، الجامعة ووالوزارة في نفس الوقت. بل وننتظر تحريكا للمسطرة القضائية.. ننتظر اهتمام الوكيل العام.. فما بدأ يطلق من تصريحات علانية تتهم هذا أو ذاك، أو هذا الفريق أو غيره، بممارسات مشبوهة والبيع والشراء والارتشاء.. وكلها في نظري تهم «تودي في داهية» كما يردد أشقاؤنا في مصر العزيزة!