نادية غسال تشكيلية عصامية، من مواليد مدينة خريبكة ، تقيم اليوم و تشتغل بمدينة المحمدية؛ وهي تعمل بتفان، منذ مدة، لصقل موهبتها الصباغية من خلال التردد المتواصل والمثابر على محترفات كبار الفنانين والأساتذة، عبر التراب الوطني؛ كما أنها لا تتردد في عرض أعمالها على الإعلاميين المتخصصين والنقاد الفنيين لتطوير و تعميق معارفها التشكيلية و إثراء منجزها الصباغي بالمزيد من الدقة والإتقان. يستمد حب نادية غسال للفنون التشكيلية جذوره من بعض الأحداث المعاشة، ما ترتب عنه تزايد ولعها بالصباغة وفتح أمامها آفاق تشكيلية لتجد نفسها منخرطة في الممارسة الفعلية بكل وقتها وبكامل «أناها» . فغالبا ما يسجل المتلقي، النبيه والرصين، أن أحاسيسها تخضع للراهنية، تقف في ملتقى التجريدي بالتشخيصي مع الحرص الصارم على التعبيرية لتبليغ خطاب الذات، وهي ذات تجعلنا أمام صعوبة فصل قلق الأنا عن قلق النحن. إنه الأسلوب / الخيار الذي تبنته نادية غسال لتبليغ مشاعرها، تأملاتها، معتقداتها وقيمها: قيم الإنسان حيثما كان وكيفما كان ومتى كان ...! أما الموضوع الأثير لدى نادية، فهو المرأة. و الأخيرة عندها ليست لا حلية ولا متعة، لأنها تقيم وتحيى خارج الأسواق والواجهات حيث كبلتها عقول حنطها الظلام منذ القديم و إلى أبد الآبدين. المرأة هنا رمز، واقع وسؤال؛ رمز المحرومين والأقليات؛ واقع جريح وسؤال مفتوح على كل الإجابات وكل الاحتمالات... امرأة نادية في حالة رقص وتمرد، قدماها مشدودان إلى تراب الأرض، العيون في بحث دائم عن إيقاع حالم وعن غد مغاير واليدان في حيرة لا تقاوم. دليلنا في الألوان المهيمنة: أحمر وأزرق يتبادلان فضاء اللوحة على الدوام، وحضور مراوح لأصفر، لأخضر ولأسود. الأحمر حب / حياة، والأحمر دماء / ممات، هو لون المفارقة والتناقض، نربطه بالمرأة الموضوع، بالرقصة / التمرد: المرأة حنو وخصب / عطاء منذ القديم و إلى الأزل، وهي في المجتمعات المختلة، حيث غاب التوازن وحلت المفارقة والتناقض، خضوع وتبضيع وتشييء؛ الأزرق ماء وسماء، انفتاح لا نهائي على اللانهائي وعلى المطلق، كما هو سؤال الوجود الذي لا يميز بين ذكر وأنثى. خلاصة، لا جواب في أعمال نادية، ولا محاولة جواب حتى، لأن جراحنا عريقة في القدم وعميقة في دواخل الروح؛ وكذلك نظل (؟) ما لم تجد العيون إيقاعها الحالم، وما لم تهجر الحيرة اليدين... نادية غسال شاعرة تكتب باللون... وكفى !