أصبح اسم صورية موقيت الباحثة في علم الاجتماع، الألمانية من أصول مغربية، عنوانا لنجاح مهاجرة تمكنت من تأسيس مسار حافل جمع بين الدراسة والبحث العلمي والعمل التطوعي. موقيت، كانت المغربية، العربية، المسلمة الوحيدة التي حظيت بشرف التوشيح الاثنين ببرلين من قبل الرئيس الألماني يواكيم غاوك بوسام الجمهورية، ضمن 24 سيدة ألمانية فاعلة في حقول عدة تتوزع بين العمل الإنساني والاجتماعي وثقافة الحوار والاندماج والدفاع عن حقوق الأقليات والتصدي للعنصرية. كان حضور موقيت في الحفل مميزا بارتدائها القفطان في إشارة قوية لارتباطها بأصولها المغربية، وفور تسلمها وسام الجمهورية أهدته لروح والدتها التي كانت تتمنى أن تضعه على صدرها لولا أن غيبها الموت، ثم لعائلتها ولكل نساء المغرب. وكانت موقيت في هذا الحفل الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، محاطة بأسرتها وأصدقائها وأيضا بسفير المملكة بألمانيا عمر زنيبر والسفير الألماني السابق بالرباط ديتر كليم. لم يكن مسار موقيت على درب التميز بالأمر الهين في ألمانيا، بل كان بفضل عزيمتها ورفعها لتحدي الاندماج والتعايش في بلد جاءته طالبة للعلم ، فأصبحت إسما لامعا فيه. وصورية موقيت، المنحدرة من مدينة القنيطرة، تنتمي للجيل الثالث من المهاجرين المغاربة بألمانيا، إذ قدمت إليها في مطلع التسعينات، والتحقت بجامعة ترير التي حصلت منها على دبلوم الدراسات العليا في التنمية الدولية وبعدها دكتوراه في علم الاجتماع، فكانت أول شخصية مغربية تحصل على جائزة الأكاديمية الألمانية للبحث العلمي والتبادل الثقافي (الداد) سنة 1998، بفضل أنشطتها خلال فترة دراستها الجامعية. وتميزت هذه الفترة أيضا بترأسها للجنة الطلبة الأجانب في البرلمان الطلابي لجامعة ترير، وكانت عضوا مؤسسا للمركز الدولي الجامعي بنفس الجامعة، وعضوا بمركز الثقافات المتعددة بمدينة ترير، وبمجلس الهجرة للمدينة. وبفضل كفاءتها العلمية في مجال التنمية الدولية، اختيرت موقيت أمينة عامة لمؤسسة «أستيم» التي تعمل بتعاون مع وزارة خارجية اللوكسمبورغ في مشاريع التنمية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا، ثم منذ سنة 2006 وهي أمينة عامة لمؤسسة «رميش» في ولاية زارلاند، غرب ألمانيا. وتعمل موقيت بشكل فعال في شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا، منذ تأسيسها سنة 2009 ، وفي تعزيز موقعها حتى أصبحت شريكا استراتيجيا في التنمية والتعاون الدولي بين ألمانيا والمغرب، فتمكنت الشبكة التي تضم أزيد من 700 عضو من إنجاز عدد من المشاريع. ومنذ 2014، أصبحت موقيت رئيسة شرفية للشبكة وتواصل نشاطها من أجل تعزيز علاقات التعاون المغربي الألماني بالإضافة إلى عملها في تعزيز التعايش السلمي بين الثقافات والشعوب بنفس الحيوية التي عرفت عليها منذ أن قدمت إلى البلاد.