تسلمت صورية مقيت الألمانية ذات الأصول المغربية ، اليوم الإثنين، ببرلين، وسام الاستحقاق للجمهورية الألمانية، من الرئيس الألماني يواكيم غاوك، وذلك تقديرا لالتزامها بعدد من القضايا ذات البعد الاجتماعي. وقد تم توشيح المغربية مقيت بهذا الوسام في حفل أقيم اليوم بالقصر الرئاسي (بيل في ) بالعاصمة الألمانية، ضمن أربعة وعشرين سيدة تم اختيارهن من مختلف الولايات الألمانية، كتقدير للخدمات والإسهامات التي قدمنها في مجالات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية ورياضية. وقد أشاد الرئيس الألماني يواكيم غاوك، في كلمة خلال الحفل الذي حضرته شخصيات ألمانية وأجنبية، بالأعمال التي قدمتها هؤلاء النسوة على مدى سنوات وبالتزامهن بقضايا إنسانية في شموليتها، سواء تعلق الأمر بالمرأة أو الطفل أو بقضايا تهم المجتمع ككل. وأكد الرئيس الألماني في هذا الحفل الذي أقيم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن هذا الوسام الذي حظيت به هذه الباقة المختارة من النساء، هو اعتراف لهن بالجهود التي بذلنها كل واحدة من موقعها، وعملهن الدءوب في قضايا الاندماج واللجوء وتشجيع التقارب بين الشعوب والحوار ومحاربة الكراهية والعنصرية. وعبرت موقيت في تصريح صحفي بالمناسبة، عن سعادتها بهذا التتويج إذ اهدت الوسام إلى كل النساء المغربيات في الداخل والخارج، ولمغاربة ألمانيا كاعتراف لهم على الجهود التي بذلوها على امتداد خمسين سنة، وهو عمر الهجرة المغربية إلى الديار الألمانية. وترى أن هذا الوسام أيضا تقدير للمغاربة على ما قدموه من أجل تنمية المغرب وإسهامهم في إعادة بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وفي إغناء ثقافة هذا البلد الذي أصبح يعترف بالتعدد الثقافي والحضاري . وتعتبر صورية موقيت الحاصلة على دكتوراه في تخصص سوسيولوجيا من جامعة ترير (غرب)، من الجيل الثالث للهجرة المغربية إلى ألمانيا، إذ ساهمت من خلال عملها كأمينة عامة لمركز (راميش)، في تعزيز مكانة هذه المؤسسة المعترف بها في مجال الحوار وتعدد الثقافات والتعليم والتربية والاندماج ومحاربة التمييز والعنصرية على صعيد ولاية زارلاند. وانخرطت صورية موقيت منذ مرحلة دراستها الجامعية ،في العمل التطوعي، وسبق لها أن حصلت كأول شخصية مغربية على جائزة الأكاديمية الألمانية للبحث الجامعي والتبادل الثقافي، نظير نشاطها في الحركة الطلابية في جامعة ترير في سنة 1998. كما ساهمت في إشعاع شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا، منذ تأسيسها سنة 2009، وجعلها تحظى بدور أساسي كفاعل وشريك استراتيجي في التنمية والتعاون الدولي بين المغرب وألمانيا، إذ اختيرت رئيسة لها ما بين 2010 و2014 . وقد ساعد تعزيز علاقات التعاون في مجال التعاون الإنمائي بين المغرب وألمانيا، شبكة الكفاءات المغربية من إخراج عدة مشاريع إلى النور، بفضل شراكات مع عدد من المؤسسات الفاعلة كالوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جيز) ومركز الهجرة والتنمية، والوزارة المكلفة بالهجرة المغربية ومجلس الجالية المغربية في الخارج. وتميزت موقيت إضافة إلى التزامها بالعمل التطوعي والجمعوي، بمساهمتها في مجال البحث العلمي، إذ عملت بالتعاون مع معهد الهجرة والثقافات في جامعة أوزنابروك وبمساهمة ثلاثة باحثين، البروفيسور أندرياس بوت ورحيم حجي وخاتمة بوراس، على إصدار مؤلف علمي يؤرخ ويوثق للهجرة المغربية في ألمانيا.