بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، سيوشح الرئيس الألماني، يواخيم غاوك المغربية صورية موقيت Soraya Moket بوسام الاستحقاق للجمهورية الألمانية. ويأتي تتويج غاوك لأربعة وعشرين سيدة من مختلف الولايات الألمانية، كاعتراف من ألمانيا لهن، لمساهمتهن الطويلة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والرياضي والكنسي. هذا بالاضافة إلى عملهن الذؤوب في الاندماج وقضايا اللجوء وتقارب الشعوب. وتعتبر صورية موقيت من الجيل الثالث للهجرة المغربية إلى ألمانيا، حاصلة على دكتوراه في السوسيولوجيا من جامعة ترير/غرب ألمانيا. ساهمت من خلال عملها كأمينة عامة لمركز Ramesch ، في تعزيز مكانة هذه المؤسسة كإطار معترف به في مجال حوار وتعدد الثقافات والتعليم والتربية والاندماج ومحاربة التمييز والعنصرية على صعيد ولاية زارلاند. ومنذ مرحلة دراستها الجامعية، تعمل صورة موقيت في مجال التطوع. وسبق لصورية أن حصلت كأول شخصية مغربية على جائزة الأكاديمية الألمانية للبحث الجامعي والتبادل الثقافي، نظير نشاطها في الحركة الطلابية في جامعة ترير في سنة 1998. ينضاف هذا إلى نشاطها المكثف في شبكة الكفاءات المغربية الألمانية، منذ تأسيسها في سنة 2009 وتحمل المسؤولية بها من خلال عدة وظائف في مقدمتها رئاستها للشبكة ما بين ألفين وإحدى عشر وألفين وأربعة عشر. وهي الشبكة التي تضم أكثر من سبعمئة كفاءة في مجالات مختلفة. وساهمت موقيت في جعل الشبكة تحضى بدور أساسي كفاعل استراتيجي وكشريك استراتيجي في التنمية والتعاون الدولي بين ألمانيا والمغرب. وقد ساهمت صورية موقيت في تعزيز علاقات التعاون بين الجهات السياسية والادارية في مجال التعاون الإنمائي بين البلدين. وهو ما ساعد شبكة الكفاءات المغربية الألمانية من تنفيذ عدة مشاريع بالتعاون مع شركائها سواء في ألمانيا أو المغرب، كالوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) ومركو الهجرة والتنمية (CIM) ووزارة الهجرة المغربية ومجلس الجالية المغربية في الخارج. وتبقى سلسة الفعاليات والأنشطة الخاصة باحتفالية خمسين سنة على الهجرة المغربية في ألمانيا، أحد أقوى النشاطات التي تميزت بها شبكة الكفاءات المغربية الألمانية، تحت إشراف صورية موقيت. ففي سنة ألفين وثلاثة عشرة، التي خلدت فيها العلاقات المغربية الألمانية مرور نصف قرن على الهجرة المغربية في ألمانيا، نجحت الشبكة في كسب عدة شركاء من الجمعيات المغربية في ألمانيا لتخليد هذه المناسبة من خلال عدة فعاليات وأنشطة حول الهجرة المغربية في ألمانيا في عدة مدن ألمانية من بينها على سبيل المثال لا الحصر (آخن، دوسلدورف، فرانكفورت، برلين، شتوتغارت). وقد مكنت هذه العفاليات من تعرف المجتمع الألماني عن قرب على الأوجه المتعددة للهجرة المغربية في ألمانيا. وكان زخم هذه الفعاليات والأنشطة، الاحتفالية التي نظمت بالعاصمة برلين في ألفين وثلاثة عشرة، ونجحت صوريا موقيت كرئيسة للشبكة بالحصول على الرعاية الشرفية للعاهل محمد السادس. وهي الاحتفالية التي حضرتها عدة شخصيات من عالم السياسة والثقافة والاندماج والتنمية من البلدين كرئيس البرلمان الألماني نوبيرت لامارت وممثل المستشارة الألمانية في أفريقيا غونتر نوك والدكتورة رينا سيسموت رئيسة سابقة للبرلمان الألماني ورئيسة الحوار الألماني حول الهجرة، بالاضافة إلى غونتر غلوزر برلماني ووزير دولة سابق وعضو لجنة الصداقة البرلمانية المغربية الألمانية. ومن الجانب المغربي الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج عبد اللطيف معزوز وسفير المغرب في ألمانيا السيد عمر زنيبر وممثلي عدة قطاعات وزارية من المغرب. وكانت هذه الاحتفالية مناسبة لمختلف الفاعلين من البلدين لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا في مجال التنمية والتعاون الدولي بين الرباطوبرلين. وقد ساهم المعرض المتنقل حول الهجرة المغربية في ألمانيا في اعطاء نظرة عن تعدد وحيوية الهجرة المغربية في ألمانيا. بالاضافة إلى أنشطة صورية موقيت في مجال التطوع والعمل الجمعوية، تأتي مساهمتها في مجال البحث العلمي أيضا. إذ عملت بالتعاون مع معهد الهجرة والثقافات في جامعة أوزنابروك وبمساهمة ثلاثة باحثين البروفيسور أندرياس بوت ورحيم حجي وخاتمة بوراس على اصدار مؤلف علمي يؤرخ ويوثق للهجرة المغربية في ألمانيا. ومنذ ألفين وأربعة عشرة أصبحت رئيسة شرفية للشبكة وتواصل نشاطها لتعزيز العلاقات المغربية الألمانية بالاضافة إلى عملها في ألمانيا لتعزيز التعايش السلمي بين الثقافات والشعوب بنفس الحيوية التي عرفت عليها. نبذة عن حياة صورية موقيت من مواليد القنيطرة. وتنتمي للجيل الثالث من الهجرة المغربية في ألمانيا. بعد هجرتها إلى ألمانيا مطلع التسعينات، التحقت بجامعة ترير وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في التنمية الدولية وبعدها دكتوراه في علم الاجتماع. وفي سنة 1998، حصلت على جائزة الأكاديمية الألمانية للبحث العلمي والتبادل الثقافي DAAD، كأول شخصية مغربية تحصل على هذه الجائزة، نظير نشاطاتها أثناء فترة الدراسة الجامعية، حيث ترأست لجنة الطلبة الأجانب في البرلمان الطلابي لجامعة ترير. كما كانت عضوا مؤسسا ونشيطا في المركز الدولي الجامعي لجامعة ترير ومركز الثقافات المتعددة في المدينة. هذا بالاضافة إلى نشاطها في مركز الخدمات الجامعية WUS. كما انتخبت في مجلس الهجرة لمدينة ترير. كفاءتها العلمية في مجال التنمية الدولية، أهلها للعمل كأمنية عامة لمؤسسة ASTM التي تعمل بتعاون مع وزارة الخارجية اللوكسومبورغية في مشاريع التنمية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا. ومنذ سنة ألفين وستة تعمل كأمينة عامة لمؤسسة Ramesch في ولاية زارلاند/ غرب ألمانيا.