صدر مؤخرا عن دار النشر "شبرينغر" الألمانية كتاب بعنوان "ما وراء الريف والرور : خمسون سنة عن الهجرة المغربية إلى ألمانيا" يرصد كل مراحل هذه الهجرة من مناطق بالمغرب نحو الديار الألمانية . ويعد هذا الكتاب، الذي قدمته الباحثة المغربية الألمانية صورية موقيت ضمن أسبوع المغرب في ألمانيا الذي اختتم أمس، ثمرة تعاون بين معهد دراسات الهجرة في جامعة أوزنابروك وشبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا، بدعم من سفارة المملكة المغربية في برلين ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج . ويقع هذا الكتاب، الذي صدر بالألمانية وأنجز بمناسبة احتفالات شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا بمرور نصف قرن على الهجرة المغربية في ألمانيا، في 315 صفحة من القطع المتوسط، موزعا على 15 فصلا وملحقا يضم نسخة من الاتفاقية المبرمة بين الحكومتين الألمانية والمغربية في سنة 1963 . ويروم الكتاب سد الفراغ الحاصل في مجال البحث العلمي حول الهجرة المغربية في ألمانيا من جهة، وإلى تسليط الضوء على الإمكانيات المتعددة التي تزخر بها الهجرة المغربية في ألمانيا من جهة أخرى، علاوة على استكشاف الظروف المعيشية وهويات الجالية المغربية في ألمانيا ووضعها تحت مجهر البحث العلمي. ويتناول الكتاب خمسة محاور تهم "نظرة تاريخية حول مختلف مراحل موجات الهجرة المغربية إلى ألمانيا" و"الأبعاد المختلفة للاندماج" و"أهمية اللغة والتغييرات التي عرفتها وتفاعلاتها في مجتمع الهجرة" و"تمثلات الهجرة في الأدب"، و"العلاقات العابرة للحدود سواء في علاقتها بنقل الخبرة والمعرفة أو العلاقات السيوسيواقتصادية". وقد ساهم في إنجاز الكتاب باقة من الباحثين والمختصين في مجال الهجرة، تحت إشراف كل من البروفيسور أندرياس، ويتعلق الامر بالباحثين صورية موقيت وخاتمة بوراس ورحيم حجي. ويسلط البحث الضوء على قضايا الهجرة المختلفة وتحليلات تقدم لمحات متعددة على حياة الجالية المغربية في ألمانيا، بالإضافة إلى محاولتها سبر أغوار العلاقات بين المغرب وألمانيا في ارتباطها بالمهاجرين، ويسهم بشكل غير مباشر ومن وجهة نظر المهاجرين المغاربة، في إلقاء الضوء على المجتمع الألماني وآثار الهجرة. ولفت الباحثون الانتباه إلى الخصاص الكبير الذي يعاني منه مجال البحث العلمي حول الهجرة المغربية إلى ألمانيا، موجهين الدعوة إلى تكثيف الجهود لمزيد من الاهتمام بها، وتحفيز الباحثين على تناول جوانب متعددة منها. و م ع