أدان المغرب، بأشد العبارات، الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فجر الاثنين، مجمعا أمنيا بمدينة بنغردان بتونس وأودى بحياة عدد من الضحايا، بينهم مدنيون وأفراد من قوات الأمن. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب، وانطلاقا من موقفه الرافض للإرهاب والتطرف اللذين يشكلان تهديدا للأمن والسلم الدوليين، يجدد تضامنه مع الجمهورية التونسية الشقيقة، حكومة وشعبا، إزاء هذا الحادث الإجرامي الغاشم، الذي يسعى مقترفوه إلى المس بأمن البلاد وزعزعة استقرارها وترويع الآمنين. ويؤكد المغرب، يضيف البلاغ، على ضرورة تكثيف وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية من أجل التصدي للتهديدات والمخاطر الإرهابية العابرة للحدود، خاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء. كما تقدم المغرب بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى الحكومة التونسية وإلى أسر الضحايا المكلومة مع متمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. هذا، أعلن رئيس الوزراء التونسي حبيب الصيد الثلاثاء أن 36 متطرفا و12 عنصر أمن وسبعة مدنيين قتلوا في «الحصيلة النهائية» لهجمات تونس الإرهابية غير المسبوقة التي شنت الاثنين في منطقة بنغردان قرب الحدود الليبية. وقال الصيد في مؤتمر صحافي أن جنديا وعنصر جمارك و10 عناصر في قوات الأمن الداخلي بين القتلى ال12 «اغتيل أحدهم في منزله». وأضاف أن 14 عنصر أمن وثلاثة مدنيين جرحوا. وقال الصيد إن المهاجمين كانوا خمسين وفقا لتقديرات أولية وتأكد توقيف سبعة منهم. ومن جانبه أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن الهدف من وراء الهجمات «غير المسبوقة والمنسقة» ضد مدينة بنغردان (جنوب-شرق)، كان يتمثل في «مراقبة الوضع في المنطقة وإقامة إمارة جديدة». وقال الرئيس السبسي خلال زيارة لمقر قاعة العمليات بثكنة الحرس الوطني (درك) بالعوينة لمتابعة الأوضاع فى بنغردان وسير العملية الأمنية والعسكرية الجارية بتونس العاصمة، إن قوات الجيش «كانت يقظة منذ الهجمات الأخيرة، وكانت مستعدة لأي رد فعل، لكن ليس من هذا الحجم». وشدد على أن تونس توجد في حالة حرب ضد «الهمجية»، داعيا إلى وحدة وطنية لمواجهة المخاطر التي تجابهها البلاد، ومثنيا على مواقف ساكنة مناطق الجنوب المتاخمة لليبيا، والتي أبانت عن دعم كبير لقوات الأمن في عملياتها.