فتحت السلطات القضائية، يوم الاثنين الأخير، تحقيقا قضائيا بخصوص انهيار العمارة التابعة لشركة عائلة بودريقة رئيس فريق الرجاء البيضاوي، حيث أزهق هذا الانهيار أرواح ثلاثة عمال، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. وقد استعملت الجرافات والكلاب المدربة لانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض. وإذا كانت المصادر الرسمية، لم تحدد سبب انهيار هذه العمارة المتواجدة بمنطقة عين الشق بالدار البيضاء، فإن رئيس المقاطعة بعين الشق حمل في تصريح إعلامي المسؤولية إلى أصحاب المقاولة. وفي هذا الإطار، أكد بعض المتتبعين أن عمليات غش في البناء كانت وراء الكارثة، إذ لم يتم احترام المعايير التقنية المعمول بها في مجال البناء. وظلت عملية تحميل المسؤولية تتقاذف طيلة أمس وأول أمس بين عائلة بودريقة ومن أوكلوا لهم عملية البناء، التي تتطلب أساسا من كل مقاول أن يكلف مكتبا للمراقبة متخصصا في الهندسة المعمارية، لمتابعة عملية البناء، وكذا تكليف مهندس مختص في تصميم الخرسانة المسلحة. إذ يعد دوره ضرورة ملحة. وإذا كان الجميع يجهل إن كانت المقاولة صاحبة المشروع، قد كلفت هؤلاء الاختصاصيين أم لا، فإن الأنظار تتجه الآن إلى السلطات العمومية الموكول إليها مهمة المراقبة الرسمية وضمان سلامة المواطنين،لأن الأمر يتعلق بمشروع سيؤم مئات البشر، في حال إتمام إنجازه. وفي هذا الإطار، أوضح لنا مصدر من داخل الجماعة الحضرية للدار البيضاء، أن المدينة في هذا الباب توجد على كف عفريت، إذ إن الحادث الذي وقع، ما هو إلا نتيجة حتمية لغياب المراقبة، والسؤال هو: كيف هو حال أوراش البناء المفتوحة في العاصمة الاقتصادية اليوم؟ خصوصا إذا علمنا بأن الجماعة الحضرية للدار البيضاء لا تتوفر على مصلحة خاصة بمراقبة البناء،حيث تم منذ سنين تفويت مهمة المراقبة إلى المقاطعات، وبما أن المشاريع العمرانية التي يفوت طولها 11 مترا و50 سنتمترا، يرخص لها مجلس المدينة، فإن الأخير لا يبعث للمقاطعات بنسخ من التصاميم المرخصة للقيام بالمراقبة، ما يقال عن الجماعة الحضرية ينطبق أيضا على الوكالة الحضرية باعتبارها "المسؤول الأول " عن تحرك الأسمنت في المدينة ، وكذا السلطات العمومية، ما يعني أن جل الأوراش اليوم، غير مراقبة رسميا بالشكل المطلوب . وفي علاقة بالموضوع، توصلنا ببلاغ من شركة "بودريقة هولدينغ" يؤكد من خلاله رئيس المجموعة أن البناية التي تعرضت للسقوط لاتدخل ضمن مشاريع شركة بودريقة و أن ملكيتها تعود إلى أحد أفراد عائلته وكانت عبارة عن ورش في طور البناء انهار جزء منه فقط وليس كل العمارة.