- باعبتارك مهندسا في الهندسة المدنية، ما هو تعليقك على حادث انهيار بناية في طور البناء، أول أمس الأربعاء، بالمركز التجاري «المنال» بالقنيطرة، وهو الانهيار الذي أدى إلى مقتل أكثر من 14 قتيلا؟ < هذا الحادث يطرح من جديد مسؤولية المتابعة والمراقبة لأوراش البناء، من حيث مطابقتها لدفتر التحملات واحترامها لمعايير الجودة والأمن في البناء. وسقوط هذه العمارة بالقنيطرة يطرح في المقام الأول مسؤولية المهندس المعماري الذي أشرف على إنجاز عملية البناء لأنه هو الذي وقع على دفتر فتح الورش للبناء، وبالتالي من مسؤوليته متابعة أشغال البناء والتدخل في أية قد تظهر فيها معالم تصدع البناء وإمكانية سقوطه. وتقع المسؤولية أيضا في المقام الثاني على مكتب الدراسات الذي وضع الدراسة والتصاميم من حيث الخرسانة المسلحة لضمان صمود البناء، بمعنى أن مكتب الدراسات غير معفي من مراقبة الأشغال الجارية في ورش البناء. وفي المرتبة الثالثة تأتي مسؤولية مكتب المراقبة الذي من واجبه مراقبة دراسة مكتب الدراسات والتأكد من مدى ملاءمتها ومطابقتها لقوانين السلامة في البناء. وفي المرتبة الرابعة تأتي مسؤولية المقاولة التي تنجز الأشغال، إذ المفروض أن تتأكد من أن سير الأشغال يتم وفق دفتر التحملات والمعايير المطلوبة في البناء. وفي المرتبة الخامسة تأتي مسؤولية صاحب المشروع الذي ينبغي أن يحيله على مكتب الدراسات وكتب مراقبة السلامة والتأكد من متابعة المهندس المعماري للورش. وبالطبع تبقى مسؤولية الجهة المرخصة لإنجاز المشروع مطروحة أيضا، أي الجماعة الحضرية للقنيطرة. فكما هو معروف فالجماعة، بعد رأي مطابق للوكالة الحضرية، مطالبة بأن تتأكد مما إذا كانت المنطقة قابلة للبناء أو في مجرى واد أو في موقع ردم أو غيره من مسببات عدم البناء. ومن المعتاد أن يتم اللجوء إلى مختبر لدراسة التربة كالمختبر العمومي للدراسات والتجارب للتأكد من قدرة تحمل التربة لما هو مشيد فوقها. - هل تظهر بعض العلامات في بناية ما قبل سقوطها؟ < نعم، هذا مؤكد. -وبماذا تفسر أن بعض الناجين من حادث انهيار عمارة المنال بالقنيطرة يؤكدون أن الانهيار فاجأهم لأنه حدث بشكل سريع؟ < هذا مستبعد لأن البناء قبل سقوطه تظهر عليه بعض العوارض، ومختلف المتدخلين المختصين يمنكهم أن يلاحظوا هذه العوارض واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي حادث السقوط، أما ما قاله بعض العمال من أن انهيار العمارة فاجأهم، فالمرجح أنهم لم ينتبهوا إلى العلامات التي سبقت الانهيار لأن المؤكد هو أن مكتب الدراسات والمهندس المعماري، الذي من المفروض أن يزور ورش البناء مرة في الأسبوع على الأقل، يمكنهما أن يلاحظا التصدعات التي تطول البناء قبل سقوطه. كما أن سرعة انهيار البناء يمكن أن تكون ناتجة عن غش في مواد البناء في أول الورش أو طبيعة التربة وأساسات البناء. <*مهندس الهندسة المدنية ومدير تقني بالعمران