انهارت عمارة سكنية في طور البناء بحي الأمل بالنرجس بمدينة فاس بعد ظهر أول أمس الخميس، وخلف الحادث إصابة عاملي بناء بجروح متفاوتة الخطورة، ما استدعى نقلهما إلى قسم المستعجلات بمستشفى الغساني لتلقي العلاجات اللازمة. وبمجرد علمها بالحادث هرعت قوات الأمن ورجال الوقاية المدنية إلى مكان الحادث، وقالت مصادر أمنية إن انهيار شرفة كانت حديثة البناء ولا زالت مدعمة بأخشاب مستعملة هو السبب في سقوط هذه العمارة الذي أحيى من جديد النقاش الدائر على الصعيد الوطني حول الغش في البناء وغياب المراقبة الحازمة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تم فتح تحقيق للوقوف على ملابسات هذا الانهيار، موضحة أن التحقيق تشرف عليه لجنة مكونة من قسم التعمير بالولاية والوكالة الحضرية ومندوبية الإسكان والسلطات المحلية، وهي جميعا مؤسسات وأجهزة مسؤولة عن التعمير في المغرب، وعادة ما تُحمل المسؤولية عن الانهيارات التي عرفتها عدة بنايات سكنية في مختلف المدن الكبرى في المغرب. وذكر حادث سقوط هذه البناية بحادث انهيار «عمارة» في الحي الحسني ببندباب سنة 1999. ويعرف هذا الحي بكونه من الأحياء الهامشية بفاس، وتسبب الحادث في مقتل ما لا يقل عن 15 شخصا وإصابة عدد مماثل بإصابات متفاوتة الخطورة، وأفضت التحقيقات مع صاحب البناية إلى الوقوف على اختلالات يعرفها قطاع التعمير والبناء في المدينة. وجاء في حكم المحكمة بأن صاحب هذه «العمارة» شيد مشروعه السكني دون أي ترخيص، وأقر بأنه كان يدفع العمولات والإتاوات لبعض الموظفين في عدد من المؤسسات مقابل غض الطرف عن التجاوزات، كما اعترف بأنه كان يغش في مواد البناء وذلك بعلم بعض المسؤولين.