أدت عملية تدخل لإنقاذ عمال مركب خزفي بفاس مساء أول أمس السبت إلى وفاة القائد الإقليمي للوقاية المدنية، النقيب حسن الغاوي، فيما أصيب القائد الجهوي للوقاية الرائد طالب مولاي الحسن إصابات بليغة نقل على إثرها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الجديد لتلقي العلاجات الضروية. ونقلت المصادر أن رجال الوقاية المدنية تدخلوا لإطفاء حريق اشتعل بأحد أجنحة مركب «كوسيما» بعين قادوس، وهو الحريق الذي نشب بسبب انهيار أحد أجزاء هذا الجناح على منفذ للغاز، مما أدى إلى اشتعال نيران كثيفة به. لكن رجال الوقاية فوجئوا بانهيار الجناح بكامله فوق رؤوسهم. ونجمت عن الحادث وفاة حارس ليلي بالجناح، فيما نجا كلبه بأعجوبة، كما توفي على إثر نفس الحادث مشغل إحدى الآلات به. ولا تزال أسباب انهيار الجناح مجهولة، فيما يورد بعض عمال هذا المركب الذي تعود ملكيته إلى عائلة «التجمعتي» بفاس، أن السبب يعود إلى تقادم البناء، وعدم ترميم أجزاء مهددة بالانهيار. وفتحت ولاية أمن فاس تحقيقا لتحديد ملابسات هذا الحادث. وقالت المصادر إن الحادث كان من الممكن أن يتحول إلى كارثة حقيقية لو وصلت النيران إلى صهريج كبير للغاز يوجد في نفس الجناح. وفي السياق ذاته، أورد مصدر مسؤول من ولاية جهة فاس بولمان أن وزير الداخلية سيحل بفاس اليوم الاثنين للاطلاع على ملابسات الانهيار وتقديم التعازي إلى عائلات المتوفين في هذا الحادث. ومن جهة أخرى، قال بلاغ صادر عن الولاية إن الحادث خلف كذلك إصابة رجلين آخرين من رجال الوقاية المدنية إصابات بليغة، في حين أصيب أربعة منهم بجروح وصفت بالخفيفة، وقد غادروا المستشفى بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية. ويشغل هذا المركب ما يقرب من 400 عامل، يعملون على شكل مجموعات. وقال أحد العمال إن مسيري المركب لم يتنقلوا إلى عين المكان للاطلاع على الوضع ومواساة العمال، بالرغم من كونهم على علم بالحادث.