تشرع قناة " الأولى" مساء يومه الأربعاء في بث أحداث المسلسل التاريخي (التراثي) "دار الضمانة"، الذي تراهن عليه " دار لبريهي" هذه الأيام ليصالحها مع المشاهد المغربي التي هجرها، في ما يبدو، نحو قنوات أخرى ، كما تؤكد ذلك إحصائيات "ماروك ميتري"، المؤسسة المختصة في رصد مشاهدات المغاربة التلفزيونية، وذلك بالرغم من بث القناة لأعمال درامية في المستوى المطلوب من قبيل المسلسل التلفزيوني " شوك السدرة" للمخرج المقتدر شفيق السحيمي، وكذلك للقطع مع الاحتكار الذي كان يسجله الموسم الرمضاني بالدار، حيث أن معظم البرامج بما فيها الدرامية، كانت " تستنزف" كلها في هذا الشهر، لتعيش بقية شهور السنة على "الإعاداتّ وإعادة الإعادات".. إذن، بعد المسلسل الرمضاني "وعدي"، الذي حظي بمتابعة تلفزيونية لا فتة وقتئذ، ولقي استحسان، إن لم نقل إعجاب المشاهد المغربي، تقدم الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزيون (الجهة المنتجة ، مرة ثانية على " الأولى" دراما "دار الضمانة"، وهو مسلسل تراثي يتكون من 20 حلقة مدة عرض كل واحدة اثنين وأربعين ( 42 دقيقة)ن بوتيرة بث أسبوعية ( مساء كل أربعاء)، يشارك فيها كلها أو بعضها أزيد من مائة ممثل وممثلة، يتواجد من ضمنهم العديد من نجوم الشاشة الصغيرة المغربية أمثال محمد مفتاح، الذي يسجل عودته إلى الدراما المغربية من خلال "دار الضمانة" بمعية نعيمة المشرقي، وفاطمة الزهراء بناصر، وربيع القاطي، وحنان زهدي، ومحمد كافي، ومحمد الرزين، وزكريا لحلو، ومجموعة من الوجوه الجديدة من قبيل رشيد الكرويتي، الذي تعرف عليه الجمهور أكثر في المسلسل الاجتماعي الناجح "وعدي" ، وكذا رشيد العدواني، وفاطمة الزهراء لحرش.. الذين يجسدون أحداثا ووقائع جرت في " مغرب القرن السابع عشر، وفي أوج ازدهار العاصمة الإسماعيلية مكناس، حيث برز نجم الحاج إدريس الإسماعيلي تاجر الشاي الأخضر، لم يكن هذا الترقي الاجتماعي بالسهل في مغرب محافظ وحكم سياسي تقليدي وصارم. دهاء الحاج وإتقانه لأصول التجارة، علاقاته بزوجاته وعشيقاته، حبه للحياة ولفنون العيش المغربي، مغامراته وأسفاره، كلها توابل ستجعل من أحداث مسلسل "دار الضمانة" لحظة تلفزيونية خلاقة، متفردة وقمة في الجمالية.." كما وضحت ذلك ورقة تقنية عن هذا المسلسل، التي أضافت أن " حكاية الحاج إدريس ونسائه وأبنائه، حكاية سيتم روايتها بطعم الشاي والنعناع، على نغمات فن الموسيقى الأندلسية والملحون، وعلى إيقاعات الصناعة التقليدية، بألوان الأثواب والتوابل اللامعة، بين جدران الرياض الشامخة وفضاءاته المتعددة ... " " واختتمت الورقة أن" "دار الضمانة" هي الدراما التلفزيونية الأولى من نوعها في المغرب التي تعود بالمشاهد المغربي و العربي إلى أكثر من أربعة قرون، حيث سيتم تأثيث الذاكرة بالصورة الفنية من أجل جعل من متعة الحكاية المتخيلة مدخلا للتقرب من شخصيات تشبه عامة الناس وإلى يومنا هذا". الدراما التلفزيونية التراثية هاته، التي صورت حلقاتها على مدى ثلاثة أشهر في العديد من الأماكن التاريخية، تبحر بالمشاهد في بحر مغرب القرن السابع التاسع عشر الميلادي، من خلال تاجر شاي (محمد مفتاح) له زوجتان وأربعة أبناء لهم اهتمامات مختلفة (تاجر، وقائد، وموسيقي، وعالم دين متشدد"، إذ على مدى حلقات المسلسل العشرين، الذي تتخلله أغاني تراثية مغربية، تتوالى الأحداث في قالب درامي رومانسي، "يقترب من الملحمة التاريخية، المبنية على الاحتفالية، وثنائية الصراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، والحياة والموت، بسلاسة، قلما نجدها في الأعمال المغربية."