يصور حاليا ما بين الدارالبيضاءوبرشيد المسلسل التاريخي الجديد "دار الضمانة"، الذي يعيد إلى واجهة الدراما المغربية النجم العربي محمد مفتاح إلى جانب وجوه فنية مغربية معروفة بينها نعيمة المشرقي، في أفق استكماله بعد شهرين بعد سفر طويل ناجح في عوالم الأعمال الدرامية العربية المشرقية، وغياب استمر 14 سنة عن التلفزيون المغربي، يعود النجم محمد مفتاح إلى واجهة الدراما المغربية، عبر دور بطولي في مسلسل جديد بخلفية تاريخية يصور حاليا ليخرج في 20 حلقة، تحت إشراف المخرج الشاب علي المجبود، الذي يدير 108 ممثلا مشاركا في مسلسل "دار الضمانة". وصرح علي مجبود، مخرج المسلسل، في لقاء مع " اليوم24″ خلال تصوير مشاهد من العمل بمقر جهة الدارالبيضاء الكبرى، أنه أنهى تصوير ما يقارب 40 في المائة من مجمل مشاهده على مدى شهر وأسبوع، في أفق استكمال الباقي خلال شهرين، ما بين الدارالبيضاء والمحمدية ونواحيها ومدينة برشيد. المسلسل الجديد هو قصة وسيناريو زكرياء لحلو عن فكرة بالاشتراك مع شركة إنتاج المسلسل "إيماج فاكتوري"، التي كانت تسعى لتقديم عمل درامي بخلفية تاريخية. وشارك إلى جانب لحلو في كتابة السيناريو، بدءا من حلقته العاشرة، الكاتبين والباحثين الجامعيين عصام اليوسفي ومحمد بوبو. وقال لحلو أن العمل لم ينبن على أحداث واقعية أو شخصيات حقيقية موجودة، وإنما على أحداث متخيلة، تحكى في السياق الزماني والمكاني لبداية القرن الثامن عشر، موضحا أنه باستقرائه للفترة الزمنية المذكورة وجد عددا من الظروف والأحداث التي عاشها المغرب ساعدته على بناء قصة تعكس الظروف الاجتماعية والسياسية التي كانت آنذاك، ضمن حبكة درامية لصناعة الفرجة، هذه الفرجة التي يرى لحلو أنه لتكون مختلفة ومن نوع خاص، "بعيدا عن الفرجة الرخيصة البسيطة"، كان الإعداد للعمل تحديا كبيرا، خاصة على مستوى البحث في الملابس والديكورات واللغة وغيرها"، بعيدا عن أي تأريخ. وتدور أحداث مسلسل "دار الضمانة"، في فضاءات مختلفة، منها منطقة تافيلالت، ومدينة سلا، (أحداث مرتبطة بما كان يسمى آنذاك بالجهاد البحري)، كما يذكر واقعة حرب المعمورة، ويصور مدينة مكناس باعتبارها العاصمة آنذاك، بالإضافة إلى فاس، التي ستكشَف عبرها مجموعة معطيات تجارية وعلمية فكرية. وتتمحور حكاية العمل الدرامي الجديد حول شخصية التاجر المعروف "الحاج ادريس"، التي نسج حولها كاتب السيناريو مجموعة من الحبكات المرتبطة بالوضع السياسي والاجتماعي والعلاقات الإنسانية المرتبطة بالفضاء الداخلي لبيت هذا التاجر الكبير، حيث تعيش نساؤه، وأبناؤه وخدمه. ومن بين الشخصيات الرئيسية في المسلسل شخصية "الباتول" الزوجة الثانية للحاج إدريس، والتي تلعب دورها الممثلة فاطمة الزهراء بناصر، وهي شخصية مولعة بالموسيقى الأندلسية، التي ورثتها أبا عن جد، تغني وتعزف على آلة القانون. وهكذا سيقدم المسلسل مجموعة من موشحات القصائد المغربية المعروفة مأخوذة من التراث، مصورة في ما يشبه "الكليبات"، داخل نسج الحكاية، تغنيها الفنانة بناصر بصوتها، حيث سيكتشف الجمهور صوتها. ويشرف على التوزيع الموسيقي لأغاني هذا المسلسل الفنان كريم السلاوي، الذي يعكف مرحليا على الاشتغال على المقاطع الموسيقية إلى جانب فاطمة الزهراء بناصر. ومن بين الموضوعات التي سيتناولها المسلسل تجارة الشاي في المغرب، حيث سيكتشف الجمهور أن الشاي الشعبي بوجه جديد، ذلك أنه كان خلال المرحلة التي يجسدها العمل منتوجا راقيا لا يحظى بشربه سوى السلطان وحاشيته وكبار الأعيان والشخصيات. أما عن أبطال هذا العمل، فإلى جانب كل من محمد مفتاح، وفاطمة الزهراء بناصر، تشارك الفنانة القديرة نعيمة المشرقي بإدائها دور الزوجة الأولى للتاجر "الحاج إدريس"، والممثلة حنان زهدي في دور الخادمة ياقوت، وهو دور مهم داخل المسلسل، والفنان الشاب ربيع القاطي الذي يؤدي دور أحد أبناء "الحاج ادريس"، وهو قائد سياسي كبير، بالإضافة إلى كاتب قصة وسيناريو العمل، زكرياء لحلو، الذي يتقمص دور "الطايع"، الابن الأكبر ل"الحاج ادريس"، الذي يلازم والده ويدير إلى جانبه أمور تجارته، والتي تعرف تحولات عدة بتغير الأحداث. ويشارك في العمل أيضا الممثل رشيد العدواني في دور "عبد الله" الابن الأصغر ل"الحاج ادريس"، وعلي كرويتي في دور "الغالي"، ابن الباتول، والممثلة ليلى الرحموني في دور "زينب" ابنة الحاج ادريس، وآخرين.