قال محمد علي مجبود، المعروف بإخراجه أهم حلقات سلسلة "ساعة في الجحيم"، في تصريح ل"المغربية"، إن "دار الضمانة" مسلسل تراثي، يتوزع على 20 حلقة، تستغرق كل واحدة 42 دقيقة، وهو من إنتاج القناة الأولى و"إماج فاكتوري"، مشيرا إلى أن عملية التصوير جرت في أجواء جيدة بفضل تعاون كل المشاركين في المسلسل تقنيين وممثلين. وأفاد مجبود أن المسلسل يتميز بمشاركة أزيد من مائة ممثل، بينهم محمد مفتاح، الذي يسجل عودته إلى الدراما المغربية من خلال "دار الضمانة" رفقة نعيمة المشرقي، وفاطمة الزهراء بناصر، وربيع القاطي، وحنان زهدي، ومحمد كافي، ومحمد الرزين، وزكريا لحلو، والعديد من الوجوه الجديدة، مثل رشيد الكرويتي، ورشيد العدواني، وفاطمة الزهراء لحرش وآخرين. وبخصوص فكرة وسيناريو المسلسل، أوضح مجبود أن فكرة العمل تعود للمنتجة هيندة سقال، التي اختارت العنوان، وساهمت في اختيار مواقع التصوير والديكور والملابس، وتوجيه السيناريو، الذي سهر على كتابته زكريا لحلو وعصام اليوسفي ومحمد بونو. من جهتها، اعتبرت المنتجة هيندا سيقال المسلسل الجديد ثمرة مجهود جماعي، وتجربة طويلة في المجال الفني، الذي دخلته منذ حوالي 25 سنة، من خلال مشاركتها في إنتاج العديد من الأعمال الناجحة، كان آخرها الفيلم السينمائي الناجح "الطريق إلى كابول"، معربة، في تصريح ل"المغربية"، عن أملها في أن تحقق في إنتاجاتها المقبلة نقلة نوعية في الدراما المغربية، التي هي في حاجة ماسة إلى أعمال وطنية إيجابية، تحمل الهوية المغربية بمختلف روافدها، وتعتمد على إمكانيات المغرب الغني بتراثه المتميز، بموسيقاه الفلكلورية الجميلة (الملحون، الأندلسي، الغرناطي، الحمادشة، عيساوة، كناوة)، وثقافته الدينية العريقة، وتراثه المعماري، الذي يمزج بين الهندسة المغربية الأصيلة، والعربية الإسلامية والأندلسية، باعتماده على الزليج، والفسيفساء، والنقوش البديعة، سواء المنقوشة على الجبص أو الخشب، فضلا عن الأزياء التقليدية المغربية الخاصة من قبيل الجلابة، والسلهام، والبلغة، والشربيل والقفطان والمضمة". وأبرزت أن الاستعداد لتصوير المسلسل تطلب أزيد من سنة، لأنها ركزت على الاحتفاء بالتراث الوطني المغربي، من خلال إبراز الوجه الحقيقي للمغرب كبلد له خصوصياته، وحضارته المتميزة، معربة عن أملها في أن يساهم المسلسل في إعادة الجمهور إلى التلفزيون المغربي بعد ذهاب جزء كبير منه إلى الفضائيات الأجنبية، في ظل سيادة الأعمال التي لا تمثل المغرب الحقيقي. وأفادت المنتجة أن إقدامها على الاستثمار في مثل هذه المشاريع الفنية تحكمت فيه "الغيرة الوطنية، من خلال إنتاج مغربي، تكون له القدرة على رد الاعتبار للدراما الوطنية والممثل المغربي، وتسويق صورة إيجابية للبلد ولحضارته الراسخة، والمساهمة في استقطاب السياح والمستثمرين ومنتجي الأفلام". وتأخذ أحداث المسلسل، الذي صورت حلقاته على مدى ثلاثة أشهر في العديد من الأماكن التاريخية، المشاهد إلى مغرب أواخر القرن السابع التاسع عشر، من خلال تاجر شاي (محمد مفتاح) له زوجتان وأربعة أبناء لهم اهتمامات مختلفة (تاجر، وقائد، وموسيقي، وعالم دين متشدد). على مدى حلقات المسلسل، الذي تتخلله العديد من الأغاني التراثية المغربية، تتسارع الأحداث في قالب درامي رومانسي، يقترب من الملحمة التاريخية، المبنية على الاحتفالية، وثنائية الصراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، والحياة والموت، بسلاسة، قلما نجدها في الأعمال المغربية. وفي جو مشحون بالأحداث الدرامية، يحتفي "دار الضمانة" بالتراث المغربي، من خلال إبراز القيم الجمالية والروحية للأماكن العتيقة، كما يحاول المسلسل رد الاعتبار إلى المواسم الدينية، والمهن التقليدية، والتذكير بالأعراف والتقاليد، التي كانت سائدة في ذلك الوقت، في مشاهد متنوعة، تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة، وغنى التراث، الذي تصحبه أغاني تراثية معبرة، من أداء فاطمة الزهراء بناصر، تحمل إلى أجواء مغرب القرن السابع عشر.