تحت شعار:» تامديازت نكر اكضام د غاساد»، انطلقت فعاليات مهرجان الشعر الامازيغي والعربي والحساني في دورته الثالثة(دورة علي صدقي ازايكو)، والذي نظمته جمعية نادي الشعر ايسافن ن تكوري للثقافة والتنمية الاجتماعية بمدينة انزكان، وذلك بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يومي 19و20 دجنبر 2015 بالمسرح البلدي للمدينة. وقد عرف المهرجان حضور العديد من الفعاليات المهتمة بالشعر الامازيغي من بينهم: الاستاذ ابراهيم اوبلا من طاطا، وعبد الوهاب بوشطارت، والحسن ابليد ،والحاج احمد الريح، نزهة باكريم، بلعيد ازايكو من سبت الكردان. كما عرف المهرجان تكريم عدد من المهتمين والمساهمين في تطوير او الاعتناء بالشعر وبالثقافة الامازيغية كالأستاذة نزهة باكريم والحسن ابليد ، وضيف الشرف الممثل صلاح بوراخ من البيضاء. ومن العروض التي ألقيت في المهرجان:» الشعر الامازيغي بين الامس واليوم» من تاطير الاساتذة: ابراهيم اوبلا وعبد الوهاب بوشطارت، وعياد الحيان، كما عرف المهرجان قراءات شعرية باللغتين المحليتين الامازيغية والشلحية السوسية ، والحسانية الصحراوية واللغة العربية. وكانت هاته القراءات لكل من الشعراء(ات): وفاطمة مرشيد من اكادير، واحمد اودريس العباسي من ايت باها، والحسن مبارك اخياط من اكادير، والعربي الضونج من ايت ملول، ومحمد ايت العسري من انزكان، والحسن حمايتي من تارودانت، والحسن كوغليت، والحسن اوتولي من سكساوة بايمي نتانوت، ومولاي احمد سكسيوي من ايمي نتانوت، وخديجة تبعمرانت من افني، ومحمد اولعسري من سكساوة، وابراهيم بلايل من ايت باها، وحسن باييه من اكادير، وابراهيم من ايمي نتانوت، وسعيد ازدو من أولوز، وتايري صدقي ازايكو من تارودانت، والعربي اشطام من ايت باها، ومحمد اونجار من انزي بتزنيت، وحسن اغجديم من حاحا وبن الصديق من حاحا، جليدي فاطمة كشاعرة باللغة العربية، قراءتهم الشعرية تلك كانت بمثابة زغرودات لغوية ،شنفت اسماع الحاضرين بجميع ألوان هذا الشعر ،الذي ظن البعض أنه الى زوال في حين أن العكس هو الصحيح ، لأن هذا اللون الشعري ليس شعر نخبة أو شعر فئة ،بل هو شعر إنساني مجتمعي ،يعبر عن الكل وعن النحن المجتمعي، فيه نقرأ ونجد ونسمع كل ما يجول في المجتمع المحلي من الآم وآمال، ولذا وجدنا الشعراء الامازيغيين والحسانيين يتجاوبون مع الجمهور الحاضر، ترديدا وسماعا ،وتفاعلا، حتى أن المواضيع التي وردت وجابت وحامت في القاعة كانت كلها تدور حول هموم المواطن ،المحلي ، والوطني والانساني كقضايا الفقر، والجهل، والحرب، والحب، والدين ،والمجتمع، والاخلاق.... المهرجان حفل أيضا بألوان من الرقص الجماعي بمشاركة عدد من الفرق المعروفة بالمنطقة من سوس كناوة، برئاسة سعيد باكري، وعواد مسكينة ،واحواش تسكوين، والفروسية التقليدية، واحواش حسنية سكساوة من ايمي نتانوت، ولا ننسى من المهرجان الدور المهم والبارز الذي قامت به مجموعة تايوغت الشابة ،التي حركت المشاعر والاحاسيس بشكل آثار جمالية هلذا الفن الشعبي تزنزارت، الذي تجاوب معها كل الحضور الى درجة ان أولئك الذين لا يفقهون اللغة تجاوبوا مع ايقاعاتها ،وانغامها، ورقصاتها، وهذا مما يدل على ان هذا الفن لن يزول، بل سيبقى مستمرا، ما دام انه يواكب العصر ويتجاوب مع رغبات وأحاسيس افراد المجتمع ،بكافة أطيافهم وألوانهم وسنهم اضافة الى استلهامهم لمواضعهم من المجتمع الحي .لينتهي هذا العرس الفني الرائع بأيقونة هذا المهرجان الفنان «علي فائق» الذي جال بالحاضرين في تواريخ وأزمان الغناء الامازيغي القديم والجديد، حيث ردد معه الجمهور بشكل جماعي اغاني الروايس القديمة والتي لاتزال خالدة في الذاكرة الجماعية للمجتمع المحلي من قبيل : الرايسة «عبوشة تماسيت، والرايس بوجمعة، والرايس بوسلام، والتي تنتمي الى الجيل الاول من الروايس، اضافة الى اغانيه الجديدة، وعرف المهرجان كذلك استعراضا جاب بعض شوارع مدينة انزكان ،بمشاركة الفروسية التقليدية، واحواش سكساوة، وعواد مسكينة، وتمنى الجميع ان تلتفت المجالس والمسؤولون المحليون الى مثل هاته المبادرات الفنية، الثقافية الهادفة، قصد الزيادة من الاشعاع المحلي والوطني وملء الفراغ الجامد الذي تعرفه المدينة في شتى مجالات الحياة الثقافية والفنية، خصوصا وان العديد من هؤلاء الفنانين على فراش المرض بل منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، والسلطات لا تزال لم تغير من سلوكها لدعم مثل هؤلاء الفنانين الذين يمثلون الهوية الفنية والثقافية للمنطقة، فرحم الله الحاج «احمد امنتاك» الذي مات صامتا، ولكن موته كان موت الفنان المتشبع بالروح الانسانية ،وزاد من عطاء الشعر والفن الامازيغي ،الى أن قعد وأقعده المرض ،ومع ذلك بقي صامدا، مدافعا ،منافحا عن فنه الرفيع، دون ان يلتفت إليه لا المسؤول المحلي ولا الوطني ودون إنقاذ إرثه الشعري والغنائي، لكنه سيبقى موشوما في الذاكرة الجماعية للإنسان الامازيغي، لأن إبداعه هو إبداع فنان صادق، فلهؤلاء ولمهرجان الشعر (اسافن ن تكوري) نقول مزيدا من الصمود ليبقى الشعر الامازيغي حيا في نفوس، وعقول، وأذهان كل المغاربة لأنه فن مغربي أصيل.