ولد الرايس عمر تشرات بن الحسين بن محمد بن مبارك أهراولي بقرية اندجارن بالهراولة التابعة لجماعة آيت سعيد بإقليم الصويرة سنة 1942 . وككل أقرانه من أبناء المنطقة عاش طفولة بسيطة تلقى فيها تعليمه الأولي بالكتاب القرآني للدوار. غير أنه، ومنذ صغره كان مولوعا بالتراث الشعبي الأمازيغي، فكان يشد الرحال إلى الأفراح والأعراس المقامة بالمناطق المجاورة، و ينضم إلى فرقة العواد التي كانت تؤدي رقصات أحواش الجماعية، إلى أن قرر في حدود سنة 1958 رفقة زميله الرايس ابراهيم السوسي بن عبد الكبير أهراولي توسيع دائرة معارفهما الفنية فقادهم البحث إلى مدينة مراكش وبالضبط إلى ساحة جامع الفنا حيث التقيا بالرايس مجمد الدمسيري الذي كان يقطن آنذاك بباب تاغزوت بمراكش، والرايس الحاج المهدي بن مبارك والرايس عمر واهروش. واستطاعوا تكوين فرقة موسيقية تحت رئاسة الرايس سعيد العسري، فكانوا يتنقلون خلال فترات من السنة بين الأسواق الأسبوعية للجنوب وفق ما يسمى بفن الجولة والتي قادتهم كذلك إلى بعض الحواضر المغربية كحلقة دوار الدباغ بالرباط وحلقة القريعة بالدارالبيضاء وحلقة باب مراكشبالصويرة وحلقات إنزكان وتيزنيت والقنيطرة، لكن سرعان ما عادوا إلى محطة انطلاقهم بساحة جامع الفنا. وفي سنة 1969 قرر الحاج محمد الدمسيري أن يستقل بمساره الفني، فأسس فرقة سميت باسمه. وقد كانت سنة 1972 محطة هامة في حياة الرايس عمر اهراولي وفرقته حين قاموا بأول جولة بالديار الفرنسية نظمتها وداديات الجالية المغربية بفرنسا آنداك. وبعد عودتهم من هذه الجولة قرر الحاج عمر واهروش تكوين فرقته الخاصة أيضا. وظلت فرقة الحاج المهدي بن مبارك التي كانت تضم إلى جانب الرايس عمر اهراولي كل من الحاج بوسلام ازلطن والرايس ابراهيم أشتوك والرايس محمد بن ابراهيم الصويري والرايس ابراهيم السوسي بن عبد الكبير اهراولي تعتمد بنسبة كبيرة على تقديم عروضها الموسيقية لفن الروايس بساحة جامع الفنا، كما أن الرايس الناجم وبتنسيق مع مندوبية السياحة وأرباب الفنادق الكبرى يشرف على تنظيم حفلات بهذه الفنادق تحييها الفرقة بهدف تشجيع السياحة والتعريف بالتنوع الثقافي والإثني للمغرب. فكان فن الروايس في أوجه في تلك الفترة. غير أن جواهر عقده بدأت تتناثر لما قرر الحاج المهدي بن مبارك في نهاية السبعينات اعتزال الميدان الفني، ثم جاءت النكسة الفنية بعد وفاة الحاج محمد الدمسيري سنة 1989 والرايس عمر واهروش سنة 1994 وأخيرا الرايس عمر تشرات اهواري الذي توفى بدوره يوم 05 غشت 2014 . رحل الفقيد الرايس عمر تشرات اهواري في صمت تاركا ربابه الذي أبدع في العزف عليه يتيما وغريبا كما كانت بدايته. للراحل رصيد مهم من الأعمال الفنية والألحان التي لم تدون أغلبها باستثناء بعض اللوحات والقطع التي شارك فيها ألى جانب رفاقه، كقصيدة «توادا تزكزاوت» (المسيرة الخضراء) و«أسيف المال» التي تغنت باسترجاع وادي الذهب. والسمفونية الأمازيغية رفقة الفنان عموري مبارك. كما كانت له مشاركات عدة في مهرجانات محلية ووطنية، وقام بإحياء سهرات فنية ومراسيم الاستقبالات الرسمية للعديد من الوفود التي زارت المغرب. الراحل الرايس عمر اهراولي الذي عاش متواضعا وبسيطا في حياته بأنفته وتعففه وأناقته المعهودة لم يكن له هدف آخر في الحياة سوى التعريف بالفن الأمازيغي عموما وفن الروايس بالخصوص، هذا الفن الذي يحمل الكثير من المضامين الدالة على تحولات وتطور المجتمع المغربي، حبث يسجل أن الجيل الأول من الروايس كان مدافعا عن التقاليد المحافظة وعن الأصالة في عهد الاستعمار الهادف إلى طمس الهوية المغربية ، وفي هذا السياق ظهر شعر المقاومة مع الرايس الحاج بلعيد والرايس الحسين جانتي والرايس عمر واهروش وغيرهم بهدف نشر الوعي وطرد الاستعمار والمطالبة بعودة محمد الخامس من المنفى واستقلال البلاد. وبعد الاستقلال ظهر جيل آخر من الروايس يتبنى قصائد بمضامين وأبعاد مختلفة عن الجيل الأول كالإرشاد الديني والغزل الرمزي والأغاني الوطنية والقصائد المعبرة على هموم وقضايا المجتمع كالفقر وتهميش الثقافة الأمازيغية وقضية المرأة من خلال نموذج الرايسات اللواتي ركزن في قصائدهن على معانات المرأة وخصوصا في العالم القروي . ليبقى فن الروايس فنا متعدد الوظائف والمواضيع لم ينل حقه من التعريف والاعتراف به كتراث مغربي أصيل بفعل تجاهل الجهات الوصية على قطاع الثقافة و الاعلام.