ولد الرايس محمد بن لحسن ألبنسير (الدمسيري) سنة 1937 بقرية تامسولت بقبائل إلبنسيرن جنوب المغرب، من أب جزار. وكما هو مسار كل أطفال الأمازيغ، دخل الدمسيري الكتاب من أجل حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، فحفظ 20 حزبا من كتاب الله، حسب بعض الروايات، وهناك من يقول إنه حفظ 40 حزبا، وذلك اعتمادا على إحدى قصائده التي يقول فيها إنه بلغ قوله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) وهي الآية السادسة والأربعون من سورة العنكبوت، وعندها ينتهي الحزب الأربعون ويبدأ الحزب الواحد والأربعون من القرآن الكريم. أرسله أبوه إلى المدرسة العتيقة بتالوست ليتعلم العلوم الشرعية، لكنه كان مولعا بالمزمار، وهو ما كلفه الطرد من المدرسة (انظر المزيد من التفاصيل في كتاب تاسكلا ن تمازيغت، مدخل إلى الأدب الأمازيغي، من منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، وانظر أيضا كتاب Amazighe encycleupedie والجزء الأول من كتاب الشاعر الرايس الحاج محمد الدمسيري: حياته وقصائد مختارة ومعربة من شعره للباحث محمد مستاوي). وقد أرخ الرايس الدمسيري لهذه المرحلة في إحدى قصائده، ووصف فيها حرص أبيه على أن يجعل منه عالما، فقال: يامزي يي بابا إكلين ياوييدي ءار تيمزكيدا ءيسدوقرن س الفقيه ليغد إفوغ إنايس ميا ن ضيف الله أراوينو ريغ كيس أدغرن ءيتوب ترجمة: أخذ أبي بيدي رحمه الله ومضى بي إلى المسجد فنادى على الإمام (الفقيه) فلما خرج إليه حياه وتوسل إليه قائلا: هذا ولدي أريد منك أن تعلمه القرآن ليكون صالحا كما كان محماد ألبنسير مولعا بمتابعة الشعراء وحفلات الروايس وملتقيات أحواش، وظهرت لديه موهبة في نظم الشعر منذ الصغر، وهي الموهبة التي قادته سنة ,1958 وهو ابن العشرين، إلى مرافقة الفرقة الموسيقية لاثنين من أكبر الشعراء في تاريخ الروايس، وهما الرايس عمر واهروش والرايس أحمد أمنتاك، وقبلهما كان مولعا بشعر الرايس الحاج بلعيد، الذي توفي سنة .1945 وهكذا ولج الرايس الدمسيري مسرح الشعر، لكن بزاد فقهي وثقافة قرآنية طبعت بقوة إنتاجاته الفنية، وجعلت منه واعظا وداعية إلى الخير والإصلاح والتوبة أكثر منه فنانا ومغنيا، وجعلت من جل أشعاره مواعظ وتذكرات أكثر منها قصائد غنائية. وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى رحمه الله يوم 11 نونبر 1989 عن سن تناهز 53 عاما