شهد المغرب خلال سنة 2014 تسجيل 200 ألف حالة وفاة، 3 أرباعها أي ما يعادل 150 ألف حالة تقريبا، كانت بسبب الأمراض المزمنة، ووفق للمعطيات الرقمية، فإن ثلث الموتى كانوا مصابين بأمراض القلب والشرايين، بينما بلغت نسبة المرضى الذين قضوا نتيجة لمضاعفات مرض السكري حوالي 12 في المئة، في حين أن نسبة المتوفين من الذين كانوا يعانون قيد حياتهم من أمراض السرطان نسبة 10 في المئة. أرقام وردت على لسان البروفسور أحمد بن عبد العزيز، أستاذ جامعي في الطب الوقائي وطب المجتمع بكلية الطب بسوسة بتونس، خلال مداخلته بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء يوم السبت الأخير بمناسبة انعقاد المؤتمر المغاربي الأول حول التربية العلاجية، مشددا على أن ثلاثة أرباع العبء العام للمرضى هي ناتجة عن الأمراض المزمنة، وأهمها أمراض القلب والشرايين، أمراض السرطان، داء السكري، والربو والأمراض التنفسية، وذلك بناء على ما تؤكده منظمة الصحة العالمية، مؤكدا على أن هذه الأمراض هي بمثابة وباء معاصر بالنظر إلى أعداد المصابين وتداعيات الأمراض، التي تؤدي إلى تغيير نمط الحياة وتؤثر في جودة الحياة بالنسبة للمرضى ولأسرهم، بالنظر إلى أنها تتميز بمضاعفات عديدة وخطيرة، وتحتاج إلى برنامج علاجي معقّد، بعضه دوائي والآخر بعيد عن الأدوية، وذلك على مدى الحياة. المتحدث ذاته، وهو رئيس الشبكة المغاربية لتطوير البحث والنشر في علوم الصحة، أبرز أن 3 أرباع المرضى المصابين بأمراض مزمنة هم غير مواظبين على دوائهم، مما يتطلب بناء علاقة جديدة أفقية بين المريض والطبيب، عوضا عن العلاقة السلطوية/الأبوية التقليدية والعمودية، والتي تنبني على وصف الأدوية، ويمكن للمريض تناوله في المستشفى أو في المنزل لمدة محددة، خلافا لما هو عليه الوضع اليوم مع الأمراض المزمنة التي ترتفع حدتها ودرجة انتشارها، وهو ما يتعين معه، يقول البروفسور بن عبد العزيز، اعتماد شراكة لحلحلة المشكل الصحي، وتمكين المريض من القدرات العلاجية وتفويض جزء مهم من البرنامج العلاجي للمريض والعائلة.