شدد وزير الصحة الحسين الوردي على أنه قادر على تمرير مشروع قانون الخدمة الوطنية الصحية في ظرف 15 يوما، لكنه يرفض اختيار هذا القرار/التوجه، متشبثا بالحوار مع كافة المعنيين من طلبة كليات الطب والأطباء الداخليين والمقيمين، متهما إياهم بترويج المغالطات ونعت الوزارة بكونها تغلق باب الحوار خلافا للحقيقة، مستدلا على ذلك باجتماعين اثنين عقدا مطلع الأسبوع الفارط، لم يعمل المحتجون على نقل حقيقة ما راج بهما والاتفاق الذي تم التوصل إليه وتم التوقيع عليه، مقابل تخلف ممثليهم عن حضور لقاء مع وزير التعليم العالي بخصوص موضوع التكوين تدخّل من أجل تنظيمه غيرة منه على من وصفهم بأبنائه الذين يهمّه مستقبلهم. وزير الصحة، الذي كان يتحدث خلال لقاء نظمه طلبة أحد المعاهد الخاصة بالدار البيضاء، اعترف بأنه موافق على مجموعة من النقاط التي أكّد أنها تحتاج إلى ترتيبات متعددة تتطلب حيّزا زمنيا وإشراك متدخلين آخرين، ومن بينها نقطة الزيادات، مبرزا أن النقابات ترفع هذا المطلب منذ 10 سنوات ولم تستطع تحقيق ماتصبو إليه، وبالتالي، لايمكن للمحتجين اليوم أن يتوقعوا تحقيق ما لم يتوفق فيه الآخرون في ظرف وجيز، مؤكدا استيعابه لإشكالية المنحة المتدنية المحددة في 110 دراهم، والتي ليست وليدة اليوم، ولكن تعود إلى سنة 1972، مبرزا أنه قدم مقترحا لوزير المالية في هذا الصدد لم يتم التفاعل معه لحدّ الساعة. وشدّد الوردي على انه يقبل بالحوار وبالنقاش البناء الذي يتم فيه تقديم مقترحات وتصورات عملية مقابل رفضه لأسلوب الضغط دون تقديم بدائل، موضحا انه في لقائه مع ممثلي الطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين أن كل المواد التي تضمنتها مسودة مشروع القانون، قابلة للنقاش والتعديل بل وحتى سحب المشروع نفسه وتقديم بديل آخر متوافق عليه، مؤكدا أنه يخشى عليهم من تبعات التصعيد الذي يتبنونه، ولايتمنى للطلبة سنة بيضاء، مضيفا في الوقت ذاته أنهم أحرار في اختياراتهم التي يجب أن يتحملوا تداعياتها، مستنكرا استعمال بعض الممارسات لتبخيس عمل الوزارة التي بلغت حد استغلال صورة ابنته والادعاء كونها تدرس الطب بينما الواقع يكذب ذلك. تصريحات وزير الصحة، خلقت ردود فعل من طرف ممثلي الطلبة الأطباء وممثلي الأطباء الداخليين والمقيمين الحاضرين في اللقاء ذاته ، الذين أكدوا بدورهم أن ملفهم المطلبي ليس وليد اليوم، بل تم الاتفاق بشأنه مع وزيرة الصحة السابقة، ولم يتم تفعيله لحدّ الساعة، معربين عن الاحترام والتقدير لوزير هو أستاذ لهم، مستعرضين سلسلة الاختلالات والنقائص التي تعاني منها المنظومة الصحية، معلنين عن براءة صفحاتهم التواصلية من أي سلوك لشخصنة الانتقاد الموجه لوزارة الصحة، ودعوه إلى حوار جاد بناء قابل للأجرأة بعيدا عن الخطابات الوردية الموجّهة للترويج الإعلامي.