خلافا للتوقيت الرسمي الذي حدّد صلاة عيد الأضحى في الثامنة من صباح الخميس الفارط 24 شتنبر 2015، فقد اضطر المصلون الذين تكدسوا داخل الفضاء الرياضي «بكار» وبجنبات المحطة الطرقية لأولاد زيان والأزقة المتفرعة، بما في ذلك شارع لاكروى، إلى الانتظار لعشر دقائق إضافية، بفعل تأخر الوفد الرسمي الذي يرأسه عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، الذي لم يجد حرجا في القدوم متأخرا، غير مستحضر للمعاناة التي قد يكون تكبدتها جموع المصلين شبابا وشيبا، نساء ورجالا، الذين توافدوا على «المصلى» في وقت مبكر سعيا للجلوس في مكان نظيف ولو نسبيا، حتى يحافظوا على شرط من شروط الصلاة وهي طهارة المكان التي افتقدت خارج رقعة الملعب/المصلى، والذين من أجل تحقيق هذا المبتغى وجدوا أنفسهم تحت أشعة الشمس التي لفحتهم جميعا بعد أن توسطت السماء دلالة على أن وقت الصلاة قد تم تجاوزه، دون أن تقام، وإن حاول الإمام تدارك الأمر حين اختار سورتين قصيرتين بعد الفاتحة في كل من الركعة الأولى والثانية عوضا عن سورة الأعلى أو سورة ق، وكذا صورة الغاشية أو سورة القمر. النظافة كركن أساسي في الصلاة انتفت في صلاة العيد خارج أسوار ملعب بكار، الأمر الذي خلّف استياء واسعا، بالنظر إلى أن عددا كبيرا من المصلين وجدوا أنفسهم يفترشون الأرض المنبعثة منها روائح نتنة، وهي التي كان مجرد السير عليها يترتب عنه التصاق الأحذية، بفعل زيوت السيارات والشاحنات، ومخلفات الأزبال السائلة، وغيرها من أشكال القاذورات التي تعيشها المنطقة بشكل يومي والتي لايمكن إزالتها في يوم واحد، وإن كان من المفروض أن تتم تعبئة عمال النظافة بالشركة المفوض لها تدبير القطاع بالمنطقة وتستقدم الآليات وتعمل على غسل وكنس الأرض بالفضاء المخصص للصلاة والأماكن المحيطة به ،عوض الاقتصار على رمي مسحوق «الدواء» على جنبات أركان الملعب، وترك باقي الفضاءات تعاني من مختلف «العلل» عوض المساهمة في تمكين المصلين من تأدية الصلاة بكل راحة وطمأنينة تليق بالحدث! تقاعس «سيطا» عن القيام بواجبها، وتخلف عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان من خلال عمال مصلحة الإنعاش لإعداد الفضاء بما ينسجم وحجم اللحظة، ومن خلال تأخر المسؤول الأول وصحبه عن الحضور في الموعد، كل هذه العوامل جعلت من صلاة العيد عنوانا على «الاستخفاف» بقيمة الحدث وبكل تلك الجموع التي قدمت من كل حدب وصوب؟