صلاة استثنائية بكل المقاييس تلك التي أدتها جموع المصلين خلال يوم عيد الفطر ب «مصلي» الفداء مرس السلطان بالعاصمة الاقتصادية، وذلك بفعل عوامل متعددة، انطلقت تفاصيلها بالوصول إلى مكان الصلاة الذي ليس سوى ملعب فضاء «بكار» الذي أصبح يحاول استضافة حشود المصلين التي تتوافد عليه من تراب العمالة وحتى من العمالة المجاورة، بعدما شيدت فضاءات أخرى على أرض «المصلى» القديمة، حيث وجد المصلون أنفسهم يحاولون تفادي بقع سوائل النفايات والأزبال التي ترسّخت على إسفلت الطريق بفعل تعاظمها يوما عن يوم، حتى أضحى إزالتها أمرا مستعصيا، إن كانت مصالح المقاطعة التابع لها هذا التراب قد قامت بمجهوداتها في هذا الصدد أم اكتفت بمجرد ذر الرماد في العيون، وهو ما بينته وأكدته حفن الغبار الأبيض الذي لم يكن سوى الدواء المضاد للحشرات الذي تم نثره هنا وهناك، والذي لم يفلح لا في إزالة ولا إخفاء رواسب الأزبال التي جعلت الأرض تلتصق التصاقا، بما انه تم إهمالها بشكل يومي على مدار أسابيع وشهور، وكانت تجتره الملابس التقليدية للمصلين الذين كانوا يجدون عناء لتفادي هذه البقعة أو تلك، والتي انضافت إلى بقع الزيوت والتشحيم الخاصة بحافلات نقل المسافرين وسيارات الأجرة، و «الهوندات» و «التريبورتورات» والتي شوهت كل شبر من هذه الرقعة الجغرافية؟ معضلة الأزبال لم تكن لوحدها المشكل الذي أرّق بال المصلين بل انضافت إليه الروائح النتنة لمخلفات بول المشردين وغير المشردين الذين لايجدون استحياء في تدنيس الشارع العام وفضاءات قد تبدو لهم غير ذات أهمية، وإن هي كانت تحتضن الصلاة بين الفينة والأخرى كما هو الحال بالنسبة لصلاة عيد الفطر، ومع ذلك فقد كان المصلون يحاولون الاستعانة بالصبر في مواجهة هذا الواقع المريض، وبعد ان ضاقت بهم ساحة الملعب اضطر عدد منهم إلى الاستعانة بجنبات محطة للبنزين وبالشارع والأرصفة المجاورة وان كانت كلها متسخة عن آخرها، في حين وجد المصلون داخل «المصلى»/الملعب أنفسهم مع مشكل آخر عند انتهاء الصلاة وخطبة العيد لما كانوا يهمون بمغادرة الفضاء حيث اختلط الرجال بالنساء وعمت الفوضى، وشرع كل يحاول إيجاد مخرج له، في وقت لم يخصص فيه أبواب لكل فئة للخروج/ وظلت الفوضى هي عنوان صلاة العيد، التي وجد عدد كبير أنفسهم لايؤدونها، إذ في الوقت الذي كان يغادر فيه المصلون المكان، كان آخرون مايزالون يتوافدون عليه ليفاجئوا بان الإمام كان سريعا بشكل حرمهم من الصلاة، هذا في لوقت الذي رمى البعض اللائمة على التوقيت الجديد وإضافة الساعة الزائدة على توقيت غرينيتش وهو الأمر الذي لم يكن في علمهم فكان أن حرموا بذلك من صلاة لاتتكرر كثيرا في السنة!